ALdbour

والعا
|

ArabicEnglishFrenchGermanRussian
Youtube Twitter Facebook Email
  • كلمة ونص

    كلمة ونص

    شيطنة المجتمع"/غازي الكيلاني

  • فلسطينيات

    فلسطينيات

    Palestinian من هو اللاجئ الفلسطيني؟

  • نقطة ضوء

    نقطة ضوء

    الغرس الطيب في حقل المخيمات ...... !!/ غازي الكيلاني

  • فضاء حر

    فضاء حر

    التنظيم طموح أبنائه .......غازي الكيلاني/ غازي الكيلاني

  • فتحاويات

    فتحاويات

    حركة فتح العملاقة تواجه تحديات وجودية

  • نبض

    نبض

    الزرع في حقل التنظيم

Showing posts with label قناديل الوطن. Show all posts
Showing posts with label قناديل الوطن. Show all posts

الشهيد /خليل إبراهيم محمود الوزير (أبو جهاد)

0 Comments

 

الشهيد /خليل إبراهيم محمود الوزير (أبو جهاد)

ولد خليل إبراهيم محمود الوزير (أبو جهاد) عام 1935 في مدينة الرملة، وغادرها إلى غزة إثر حرب 1948 مع أفراد عائلته.

درس في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى عام 1963، وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.

في عام 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى مسؤولية ذلك المكتب. كما حصل خلال هذه المدة على إذن من السلطات بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.

في عام 1965 غادر الجزائر إلى دمشق حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب 1967 وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى.

تولى المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة.

وخلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة من 1976 – 1982 عكف على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982 والتي استمرت 88 يوماً خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

تسلم أبو جهاد خلال حياته مواقع قيادية عدة، كان عضو المجلس الوطني الفلسطيني خلال معظم دوراته، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة، كما يعتبر مهندس الانتفاضة وواحداً من أشد القادة المتحمسين لها.

بعد حصار بيروت عام 1982 وخروج كادر وقوات الثورة من المدينة عاد ابو جهاد، مع رفيق دربه ياسر عرفات إلى مدينة طرابلس ليقود معركة الدفاع عن معاقل الثورة في مواجهة المنشقين المدعومين من الجيش السوري. بعد الخروج من طرابلس توجه ابو جهاد إلى تونس حيث مقر المنظمة ومقر إقامة أسرته ومن هناك أصبح دائم التجوال بين العواصم العربية للوقوف عن كثب على أحوال القوات الفلسطينية المنتشرة في تلك البلدان، وكان، من عادته لا يمكث في تونس، بين أهله، سوى بضعة أيام، لكنه مكث 15 يوما في الزيارة الأخيرة له في ربيع 1988.

في16 نيسان/أبريل1988  تسلل أفراد من الموساد الإسرائيلي عبر البحر إلى العاصمة التونسية، وتمكنوا من الوصول إلى بيت القائد خليل الوزير بالتواطؤ مع عملاء تونسيين وقاموا باغتيال أبو جهاد بطريقة وحشية على مرأى من أفراد عائلته،،، رحل ابو جهاد بعدما أفنى حياته في خدمة القضية التي آمن بها و سخر حياته لها فكانَ شرياناً لحركة التاريخ فتح و الثورة الفلسطينية.

الشهداء لا يموتون بل يخلدهم التاريخ



Read more

محمد داود عودة ابو داود: سيرة مناضل من الولادة الى الشهادة

0 Comments

 

محمد داود عودة ابو داود: سيرة مناضل من الولادة الى الشهادة 

سيرة أبو داوود

   - ولد محمد داود عودة (أبو داوود), في التاسع عشر من ايار عام 1937 في بلدة سلوان القريبة من القدس.

 -   تلقى تعليمه حتى الثانوية في مدارس سلوان والقدس (الرشيدية) العام 1956.

 -  عمل مدرسا في قرى رام الله وأريحا حتى العام 1961 ومن ثم انتقل الى السعودية ليعمل مدرساً.

 -  تم إبعاده من السعودية اثر انضمامه ونشاطه في حركة "فتح" منذ انتسابه العام1964.

 -  حصل على شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة دمشق العام 1967.

 -  منتصف العام 68 تم إيفاده للمشاركة في أول دورة أمنية أوفدتها حركة فتح ضمت عشرة من الرعيل الأول المؤسس للمؤسسة العسكرية والأمنية الفلسطينية التي ستبهر العالم فيما بعد وستضع القضية الفلسطينية، وتحولها من قضية اللاجئين إلى قضية شعب وهوية،

وقد شارك في هذه الدورة فخري العمري، علي حسن سلامة، مجيد الاغا، غازي الحسيني ،مهدي بسيسو ،نزار عمار، وشوقي المباشر ،ومريد الدجانى ،حيث تم توزيع عمل هؤلاء القادة الأمنيين فيما بعد تحت مسؤولية كل من الشهيد أبو عمار والشهيد أبو جهاد، والشهيد أبو إياد، ومن المعروف أن هذه الدورة تمت في معهد البحوث الإستراتيجية التابع للمخابرات العامة المصرية والمتخصص في تخريج قادة العمل الامنى والعسكري.

 -  عاد من دورة القاهرة وأسس مع اخوته في الحركة اول جهاز أمني علمي لحركة "فتح"في نهاية العام 1968.

 -  عضو في المجلس الثوري للحركة منذ العام  1970 ولغاية وفاته.

 -  عين قائداً لقوات المليشيا في الاردن لحين مغادرة الثورة العام 1971.

 -  عمل مع الشهيد أبو اياد "صلاح خلف" وبعض الاخوة في العمل الخارجي للحركة العام1972.

 -   اعتقل مع مجموعة من  كوادر حركة  "فتح" في عمان وحكم عليهم بالإعدام وخفض الى المؤبد في بداية العام 1973 واطلق سراحهم بعد أن زاره الملك حسين في السجن قبيل اندلاع حرب تشرين الأول العام 1973.

 -  عضو في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1974  ولغاية وفاته.

 - استلم التنسيق  بين حركة  "فتح" والقوى الوطنية اللبنانية العام 1974.

 -  عين  قائداً لقوات الثورة الفلسطينية في منطقة بيروت الغربية إبان الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975-1977.

 -   تعرض لمحاولة اغتيال في بولندا  1981 ونجا منها رغم اصابته بثماني رصاصات في انحاء جسده.

 - وفي عام 1993 عاد الى رام الله بعد التوقيع على اتفاقات اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل.

 -  رئيس الهيئة الرقابة الحركية وحماية العضوية منذ العام 1996، حيث انتخب لهذا المنصب حين عودته الى أرض الوطن.

 - في 13/6/1999  ابعد عن ارض الوطن ، ومنعته السلطات الاسرائيلية من العودة الى رام الله ، بعد صدور كتابه (فلسطين: من القدس الى ميونيخ) بعدما فضح أسرار تلك العملية ولا سيما أدوار أبو مازن وياسر عرفات في ترتيب خطة العملية وتمويلها وتجهيزها، فلجأ إلى الاقامة في عمان التي لم تلبث ان طلبت منه الرحيل، ولم يجد غير دمشق لتحميه وتؤويه، فأقام فيها حتى رحيله في 3/7/2010، ودفن في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك.

أبو داود.. نخلة عمّان أرضعته يهودية من سلوان../ صقر أبو فخر

في خضم أي جمهور محتشد يمكن تحديده من بين الآلاف، بل يمكن الإشارة إليه بسهولة فائقة: طويل القامة... على عينيه نظارة سوداء... ولديه شاربان من طراز «ثمانية وثلث» وبيده عصا.

وقد شاعت في سنة 1973 رواية تقول إن الشاعرة الفلسطينية مي صايغ كانت تقصد أبو داود بالتحديد في إحدى قصائدها التي تضمنت البيت التالي: «يا ظريف الطول يا طول النخل/ يا رايح عمان تتلم الأهل».

وقد اقترن اسم أبو داود (محمد داود عودة) بالعنف كسلوك سياسي. وكان هذا الأمر بدهياً في القرن العشرين، ولا سيما في ميدان التحرر الوطني. فالعنف ارتبط بفكرة الثورة والحرية والعدالة، وكان يستمد شرعيته الأخلاقية من حق الناس في مواجهة عنف السلطات، أو في مواجهة عسف  الاستعمار.

في خمسينيات وستينيات القرن العشرين المنصرم، احتدمت مخيلة شبان تلك المرحلة بأسماء مبجلة لملوك العنف الثوري أمثال غيفارا ووديع حداد وكارلوس وأوكاموتو وأندرياس بادر وأولريكه ماينهوف وماريغويلا وهوشي منه والجنرال جياب، وبأسماء الحركات الثورية أمثال «التوباماروس» و«المونتينيروس» و«الساندينستا» و«الفارابوندو مارتي» و«الزاباتيين»، وبأسماء أخرى لكنها محتقرة من أمراء القمع أمثال تشومبي وبينوشيه وبول بوت وفرانكو وسالازار ولاكوست والموساد والسافاك وغيرها.

وفي جميع الأحوال، شتان بين العنف الثوري الذي أطلقه في سماء فلسطين ياسر عرفات وجورج حبش وخليل الوزير ورفاقهم، والإرهاب الأعمى الذي نشره في ربوعنا صبري البنا (أبو نضال) وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأمثالهم من عباد الرحمن الذين خرج بعضهم على البشرية من كهوف «تورا بورا» في بلاد الأفغان.

لولا عملية ميونيخ في سنة 1972، وعملية التسلل إلى الأردن في سنة 1973، لظلت سيرة أبو داود عادية تماماً، مثلها مثل سيرة أي فلسطيني ناضل في صفوف حركة «فتح» أو في خلايا «الجبهة الشعبية» أو غيرهما، وربما انطوت الأسرار، كما تطوى عادة، بموته.

لكن أبو داود كان طرازاً مختلفاً، فقد شاء أن يكشف أسراره وأسرار بعض العمليات الخاصة في كتاب أصدره في سنة 1999 بعنوان «فلسطين: من القدس إلى ميونيخ»، الأمر الذي أثار عليه نقمة الجميع: إسرائيل بالطبع، وألمانيا، وحركة فتح، والسلطات الأردنية أيضاً.

اتُهم أبو داود بإسالة «الدم اليهودي» في ميونيخ وبـ«كراهية اليهود». لكن هذا الفتى المولود في 19 أيار 1937 في حي سلوان المشرف على القدس أرضعته، في صغره، امرأة يهودية. وكان جيرانه من يهود اليمن، وطالما لعب مع أبنائهم وشاركهم طعامهم، واحتفل معهم بأعيادهم، ولا سيما عيد «البوريم» الصاخب (عيد المساخر).

وكان أبناء سلوان يسمونه «شمعون» لالتصاقه بجيرانه اليهود، الذين ما إن غادروا سلوان إلى تل أبيب في سنة 1942 حتى ودعهم، مع أهله، بالحزن والبكاء. وظل يذهب من سلوان إلى حي «ميئه شعاريم» في القدس راكباً الحمار في كل يوم سبت لتسليم الحليب إلى اليهود من بائعي الحليب.           وليس غريباً ان يحمل كثير من أعلام الفلسطينيين أسماء يهودية أمثال: موسى كاظم الحسيني، موسى العلمي، أحمد جبريل، طلعت يعقوب، أبو موسى (سعيد موسى مراغة)، هارون هاشم رشيد، موسى أبو مرزوق... الخ.

لم يعرف أبو داود كراهية اليهود على الاطلاق، لكن وعيه السياسي بدأ يتفتح مع تفجير فندق الملك داود في القدس سنة 1947، ومع أخبار مجزرة دير ياسين واستشهاد عبد القادر الحسيني.

 والطريف أنه اكتشف لينين في السعودية، وقرأ بعض كتب ماركس وأنغلز، بما في ذلك أجزاء من «رأس المال» في مكتبة القصر الملكي حينما كان يدرّس أبناء العائلة المالكة السعودية التي جاءها في سنة 1960.

 وفي السعودية أيضا تعرف إلى أحمد القدوة (ابن عم ياسر عرفات) الذي راح يطلعه على مجلة «فلسطيننا» التي كان يصدرها في بيروت توفيق حوري وهــاني فاخوري، ويحررها ياسر عرفات وخليل الوزير (أبو جهاد). وكانت بعض مقــالات هذه المجــلة تُذيّل بتوقيع «فتح»، فسأل أحمد القدوة في إحدى المرات عمن يكون السيد «فتح» هذا، فشرح له القدوة الأمر.

وهكذا، بدأت معرفة أبو داود بحركة فتح التي انتمى إليها في سنة 1962. وفي تلك السنة أيضا تعرف إلى أبو نضال (صبري البنا) الذي كان يدير محلاً لبيع الأدوات الكهربائية في الرياض. وهذا الرجل الأمي (لم يدرس إلا ثلاث سنوات من المرحلة الابتدائية) استطاع الانتقال من بيع أدوات الكهرباء إلى كهربة العالم بالإرهاب طوال ثلاثين سنة لاحقة.

عمل أبو داود مع أبو إياد (صلاح خلف) في أمن حركة «فتح» بعد عام 1967 (جهاز الرصد)، ثم التحق بدورة مخابرات في مصر سنة 1968، وكان معه علي سلامة (أبو حسن) ومهدي بسيسو (أبو علي) وفخري العمري (أبو محمد) ومحمد صبيح وآخرون. وفي نهاية الدورة استقبلهم الرئيس جمال عبد الناصر، واحتفى بهم.

انتقل من جهاز الرصد إلى قيادة ميليشيا «فتح» في عمان سنة 1969. وفي هذه المرحلة خطط عملية قصف «الكنيست» بصواريخ الكاتيوشا التي نقلت بالمراكب عبر البحر الميت. لكن مجموعة الفدائيين التي أشرف عليها عمر الخطيب (أبو شامخ) لم تتمكن من إطلاق إلا ثلاثة صواريخ لعطل طرأ على البطاريات بسبب الماء. وهذه الصواريخ الثلاثة عجزت عن إصابة مبنى الكنيست فسقطت إلى الغرب منه.

أصيب أبو داود في معارك أيلول 1970 في الأردن في فخذه، ومع ذلك تابع قيادة الميليشيا في هذه المدينة التي لم يلبث الفدائيون أن خرجوا منها بحسرة غامرة، بعد معارك دامية أوقعت نحو أربعة آلاف ضحية فلسطينية.

وكان من عقابيلها ان البعض بادر إلى تأسيس منظمة سرية للانتقام من المسؤولين عن كارثة «أيلول الأسود». وكان أبو داود، إلى جانب أبو إياد وفخري العمري، شأن مهم في تأسيس هذه المنظمة التي شاع اسمها كثيراً في المرحلة ما بين 1971 و1975، والتي تمكنت إحدى مجموعاتها من اقتحام مقر الألعاب الأولمبية في ميونيخ سنة 1972، وأسر الفريق الاسرائيلي كله. وكان أبو داود المخطط الرئيس لهذه العملية التي انتهت نهاية دموية.

وفي شباط 1973 تسلل إلى الأردن من الأراضي السورية، وكان الهدف السيطرة على معتقل الجفر الصحراوي، وإطلاق الفدائيين الفلسطينيين المعتقلين فيه، والتفاوض على إطلاق غيرهم. وقد فشلت العملية واعتقل مع رفاقه، وحكم بالإعدام. لكن الملك حسين زاره في السجن قبيل اندلاع حرب تشرين الأول 1973 وأطلق سراحه بنفسه

0 - في عام 1978م اختلف أبو داوود مع الأخ/ أبو عمار لأسباب سياسية حيث غادر بيروت وأقام في أوروبا الشرقية.


لكن الموساد لم ينسَ أبو داوود،في وارسو عام 1981، وأُصيب بسبع رصاصات في مناطق غير قاتله في جسده، إلا أن هذه الرصاصات لم تمنعه من الركض وراء الشخص الذي حاول اغتياله في ردهات الفندق حتى إن كثيراً من الحضور كانوا ينظرون إلى المشهد وكأنه فيلم سينمائي، وظل أبو داود ينزف طيلة ساعتين حتى وصلته سيارة الإسعاف ،. وبعد عشر سنوات اعتقل مطلق النار وتبين أنه فلسطيني وعميل للموساد، فأُعدم.


0 - عايش أبو داود الخروج الفلسطيني من بيروت عام 82، كما كان وسيطاً رئيسياً في الخلاف الذي دب داخل حركة فتح عام 83 بين أبو موسى وياسر عرفات، وانتهى بخروج عرفات من طرابلس عام 84.

كان خصما لأبو نضال، حتى أن محاولة الاغتيال التي وقعت لأبو داود في وارسو كان وراءها أبو نضال, صديق حميم لأبو إياد منذ بداية انتمائه لحركة فتح وحتى استشهاد أبو إياد بعد ذلك في تونس. في صيف 1999م، فجّر القائد العسكري الفلسطيني السابق محمد داود عودة (أبو داود) قنبلة غير عسكرية هذه المرة، وهو المسؤول عن تفجيرات عسكرية كثيرة، حين نشر كتابه (فلسطين من القدس إلى ميونخ) الذي يتحدّث فيه للصحافي الفرنسي جيل دو جونشية، عن رحلته من مسقط رأسه في سلوان بالقرب من القدس إلى تخطيطه لعملية ميونخ، واعترافه بمسئوليته المباشرة عن تلك العملية، التي أودت بحياة 11 رياضياً صهيونياً ورجل شرطة وطيارين ألمانيين،

وتوفي أبو داود صباح السبت 3 تموز 2010 في دمشق نتيجة فشل كلوي، عن عمر يناهز الـ73 عاما، شيع المئات من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يوم الأحد 4 تموز 2010، جثمان محمد داود عودة (أبو داوود) وشارك عدد من قادة الفصائل الفلسطينية في تشييع أبو داوود الذي جرى في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق

ومن الملفت أن مقبرة الشهداء القديمة كانت قد أغلقت منذ عدة سنوات وكان للقائد الفلسطيني أبو داوود حظ أن يدفن فيها إلى جوار الشهيد القائد أبو جهاد الذي إغتالتة مجموعة كوماندوز صهيونية في تونس عام 1988، ولدى «أبي داوود» خمس بنات وولد واحد منهن ابنتان تقيمان معه في دمشق.

 



Read more

الموت الراقد ،،، في ”جمعيات الموساد / غازي الكيلاني

0 Comments

 


 الموت الراقد ،،، في ”جمعيات الموساد "

ولدت إيريكا لأسرة يهودية في فبراير 1948 Portsmoth أقصى جنوب إنكلترا، ثم انتقلت مع والدتها للإقامة في لندن حيث واصلت تعليمها حتى التحقت بالجامعة ونالت البكالوريوس في النبات والجغرافيا. كانت قد قرأت كيهودية عن إسرائيل والتاريخ اليهودي لكنها لم تكن ذات دوافع سياسية أو اتجاهات محددة. انصب أملها في إكمال دراستها العالية والحصول إلى الدكتوراه؛ لذا سافرت إلى أوستراليا لدراسة جغرافيتها الجافة، وسرعان ما حصلت على فرصة لإكمال أبحاثها الجامعية في الجامعة العبرية بالقدس، فغادرت أوستراليا إلى إسرائيل في أغسطس 1972، وسط ضجيج إعلامي دولي عن دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ،

تصيدها عملاء الموساد وعملوا على تنشيط الحس الديني لديها ، واختيرت مدينة فسبادن الالمانية Wiesbaden لإقامة إيريكا ماريا تشامبرز، قبل انطلاقها إلى بيروت، وقد اختيرت فسبادن بالذات لموقعها الاستراتيجي في مثلث هام يضم مدن فرانكفورت وبون ودارمستات Darmstat ومانهايم. وهي المدن التي يفضلها العرب للإقامة في ألمانية الغربية، ومن ضمنهم المئات من الفلسطينيين بعضهم يدرس، وبعضهم يعمل، ويتردد على هذه المدن أيضًا قيادات فلسطينية هامة، قد يصادف أن يكون علي حسن سلامة من بينهم، في إحدى رحلاته البالغة السرية لأوروبا.

وسط هذا المثلث ومزيجه البشري المتباين الوجوه والجنسيات، تواجدت إيريكا تشامبرز كطالبة أوروبية تدرس الفلسفة بجامعة فرانكفورت القريبة، وتستأجر شقة صغيرة من حجرة واحدة وصالة يقتطع المطبخ ركنًا منها. هذا إضافة إلى حساب بنكي في بنك (درسدن) يضاف إليه راتبه الشهري في الموساد، ورخصة قيادة جديدة استخرجتها من فسبادن بعدما ادعت فقدانها لرخصتها الدولية.

بتكليف بحثت عميلة الموساد بحثت عن مكاتب منظمات رعاية الطفولة في فسبادن والمدن المحيطة بها، وحصلت على عضوية إحدى الجمعيات المحلية، ثم عضوية منظمات دولية مهمة، وقدمتها عضويتها هذه إلى المجتمع الفلسطيني في لبنان فيما بعد.

مهمة في بيروت

كانت الأوامر تقضي بألا تسعى لعقد صداقات مع الشبان العرب داخل جامعة فرانكفورت أو خارجها، على أن تترك هذا الأمر بالذات للصدقة البحتة إن توافرت، وألا تمارس أن نشاط تجسسي عن قصد. فمحاولاتها للتقرب إلى شباب عربي ستكون مكشوفة حتمًا، وأي نشاط غير طبيعي يضعها في بؤرة الشك. فرجال الاستخبارات الفلسطينية بعد وقوع حوادث عديدة، بدا واضحًا أنهم لا يغفلون عن كل كبيرة وصغيرة. إذ أوقعوا بضباط معروفين في الموساد، واستعملوا أساليب الخطابات المفخخة بمهارة ضد الدبلوماسيين الإسرائيليين في عواصم العالم، وكلها مؤشرات تدل قطعيًا على تفعيل العمل وتطور حروب الأدمغة بين الفلسطينيين والموساد.

كان صيف عام 1978 حارًا بسبب التناحرات الداخلية في لبنان إلا أن الأوامر صدرت أخيرًا، وتحركت عميلة الموساد باتجاه بيروت، تحمل بعض الأموال والخطابات من منظمة الطفولة الألمانية إلى مؤسسة (صامد) الفلسطينية والصليب الأحمر، وقامت بجولات عديدة بين الملاجئ والمخيمات الفلسطينية والمراكز الاجتماعية، تدرس أوضاعها ونشاطاتها وظروفها المادية، وما تحتاجه من معدات ونفقات.لم تبق إيكا غير أسبوع واحد فقط في بيروت، بعد ان تعرفت إلى المدينة ووطدت علاقتها بالمراكز الاجتماعية، وتجولت بالقرب من شارع مدام كوري حيث يقيم علي حسن سلامة، وكانت إيريكا قرأت تقريرًا عن علي حسن سلامة كتب عام 1975 وتفكيره في الموت المبكرالذي يترقبه في أية لحظة، فقط سبق له أن صرح: أعلم أنني سأموت... سأقتل... أسقط فجأة في إحدى المعارك، وعندما أموت يجب على أولادي مواصلة النضال من بعدي، تمامًا مثل أبيهم وجدهم". وسافرت مرة ثانية إلى فسبادن حيث حصلت على معونات طبية للهلال الأحمر الفلسطيني من المنظمة الألمانية. إضافة إلى عدة آلاف من الماركات كتبرع. وعادت من جديد لبيروت وفي هذه المرة قابلت فتحي عرفات رئيس هيئة الهلال الأحمر الذي سر بما رآه من نشاط الفتاة الإنكليزية التي تدرس بألمانيا.

زيارة مختلفة

ما توقعته الموساد،، هذا الاهتمام الفجائي من الضيفة البريطانية، التي وصلت إلى بيروت فجأة تنشر المعونات على ملاجئ الأيتام، جعلها محط اهتمام الأمن الفلسطيني، وما توقعته الموساد قد حدثت تفصيله دون حذف. إذ تم التحري عن إيريكا في فسبادن وجاءت التقارير تبرئ ساحة الفتاة من أية شكوك:

(مسجلة بالدراسات العليا جامعة فرانكفورت. سمعتها بين الطلاب العرب طيبة جدًا. اشتهرت بين الطلاب بمناصرة القضية الفلسطينية وجمع التبرعات من أجل أطفال المخيمات في لبنان، واليتامى الذين خلفتهم الحرب الأهلية وهي عضوة نشطة بمنظمة الطفولة الدوليةA.S.E.D. ونشرت صحيفة الجامعة عن اهتماماتها الاجتماعية في مجال (الطفولة في دول العالم الثالث، وأطفال المخيمات الفلسطينيية) .اشتمل التقرير الأمني على كل ما يتصل بها من حيث علاقاتها بالآخرين داخل محيط الجامعة وخارجها. والمسكن والجيرة وتفاصيل التفاصيل التي تعطي صورة كاملة نهائية عنها. وبناء على ذلك أزيلت شكوك فلسطينية مؤقتة حولها. لكن بقيت هناك تحريات أخرى تتم في بيروت لمتابعة نشاطها وتحركاتها.هذه المرة في شهر سبتمبر 1978 كانت زيارة إيريكا رقم 7 لبيروت لكنها تختلف كثيرًا عما سبقها من زيارات. إذا وصلت وبحقيبتها خطاب تفويض من منظمة A.S.E.D.بعمل فرع لها في بيروت تديره إيريكا، يهتم الفرع بشكل خاص بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام. وهذا الاتجاه فتح لها مغاليق الأبواب المحكمة في بيروت. إذ حصلت على تصاريح بزيارة مؤسسات المخيمات الخيرية والحصول على تقارير وافية عنها، من حيث النشاط والتمويل والحالات والاحتياجات.

العد التنازلي ،،

وكانت الخطوة القادمة الجريئة في بيروت هي استئجار شقة كمقر وهمي لمنظمة الطفولة، إذ لم يكن الأمر مجرد العثور على شقة خالية، أية شقة تطل مثلاً على الكورنيش، أو تقع بشارع الحمراء، إنما كان الوصف المحدد لسمسار العقارات أن تكون شقة علوية جيدة التهوية، لا تخرج من نطاق شارع لبنان . لكن لماذا البحث عن شقة في هذه المنطقة بالذات..؟ والإجابة بسيطة للغاية وهي من أجل مراقبة شقة علي حسن سلامة من فوق، دون أن يلاحظ أحد ذلك. دلها السمسار على أكثر من شقة بمجموعة العمارات المختارة. لكن إيريكا رفضت لكون الشقة دون الارتفاع المطلوب، والذي يحقق ميدان رؤية للشقة الهدف وللشارع أيضًا، أو بسبب أن بعض هذه الشقق لا تطل بالمرة على ناحية سلامة. لذلك أكدت على السمسار أن يبحث لها عن شقة تتوافر بها المواصفات المطلوبة، واجتهد الرجل قدر استطاعته لمساعدة الفتاة السخية، مندوبة المنظمة الدولية التي تبغي مساعدة لبنان، إلى أن عثر على المكان المناسب وكانت شقة تقع بالطابق الثامن ذات موقع استراتيجي هام جدًا، يطل على مفرق بيت ابو حسن سلامة في آحر نزلة شارع (مدام كوري) باتجاه فندق البريستول حيث يسكن مع زوجته جورجينا رزق لتراقب تحركات الأمير الأحمر .

في أكتوبر 1978، وقعت إيريكا عقد الشقة بصفتها مندوب منظمة الطفولة الدولية، والممثل لها في لبنان، وعلقت اللافتة النحاسية على باب الشقة، وببطء شديد بدأت في شراء أثاث الشقة ولوازم إعدادها كمقر مكتبي. ومن ضمن الأدوات التي حملت إلى المقر، تلسكوب قوي دأبت إيريكا على استعماله لعدة ساعات كل يوم في مراقبة شقة سلامة، وتمكنت لمدة شهرين من وضع جدول زمن لتحركاته اليومية صباحًا. في طريقه إلى مكتبه وعصرًا حين عودته، ثم خروجه بعد ذلك في زيارات شبه منتظمة لزيارة والدته وأولاده من الزوجة الأولى. هذا الجدول الدقيق بتحركات ابو حسن سلامة اليومية، كانت الموساد بحاجة ملحة إلى تفاصيله، لوضع خطة الاقتباس بحيث لا تخيب. اتضحت الرؤية، وتحددت خطوات العمل القادمة لانتهاء من كابوس سلامة المفزع، وشبحه الذي ترتجف له العقول في إسرائيل.طارت إيريكا إلى لندن حيث احتفلت مع أسرتها، ليلة رأس السنة ثم طارت إلى فرانكفورت وفسبادن والتقت بشكل سري للغاية مع أحد ضباط الموساد، حيث شرح لها كيفية اللقاء بعميلين سوف يزوران بيروت خلال أيام قلائل. الهدايا للأطفال ،،

عادت عميلة الموساد إلى بيروت، تحمل بعض الأموال والهدايا لأطفال لبنان اليتامى، وتدرك أن وصول عميلين للمساعدة معناه أن العد التنازلي للعملية قد بدأ. وأن نهاية علي حسن سلامة أوشكت على الانتهاء. واصلت إيريكا مراقبتها لعلي حسن سلامة أكثر من 16 ساعة يوميًا كانت تمسك بالمنظار المكبر وتتبع تحركات السيارة الشيفروليه التي يستقلها سلامة، والسيارة الخاصة بحراسته ماركة رانج روفر.

في 17 يناير سافر من باريس إلى بيروت بريطاني يدعى (بيتر سكرايفر)، وفي فندق رويال جاردن هوتيل التقى بالكندي (رونالد كليبرج) الذي كان قد وصل من زيورخ، وكلاهما حجز سيارة من شركة ليبانون كار (Lebanon Car) إحدهما ماركة (فولكس فاجن).

الموت الراقد أسفل المقعد

مساء أحد الأيام غادرت ثلاث قوارب سريعة ميناء حيفا، بأحدهما كان هناك مايك هيراري رئيس وحدة الاغتيالات في الموساد. وفي الليل عندما كان الساعة تشير إلى الثالثة، أنزل قارب مطاطي ميناء جونيهJounieh شمالي بيروت، وهو الميناء الحيوي الذي يسيطر عليه الكتائبيون، أصدقاء إسرائيل في الخارج، أنزلت شحنة من مادةT.N.T. شديدة الانفجار، تسلمها سكرايفر وكلوبرج وانصرفنا دون كلام. وبعد ثوان كان القارب المطاط في طريق العودة إلى السفينة الأم، واستدارت القافلة وطوفت البحر فيما بين لبنان وجزيرة قبرص. كانت المادة المتفجرة تزن 15 كيلو جرامًا، قام سكرايفر ورفيقه بتكويمها تحت المقعد الأمامي والمقعد الخلفي للسيارة الفولكس فاجن، التي ستقوم إيريكا بتفجيرها الكترونيًا عن بعد، بواسطة الريموت كونترول، من شرفة شقتها بالطابق الثامن.

وبعد الانتهاء من وضع العبوة، أوقفا السيارة أمام منزل إيريكا تشارمبرز، حيث تسكن بمنزل أنيس عساف.

كان علي حسن سلامة تحت إمرته سيارة شيفروليه ستيشن ضد الرصاص، ويحذر دائمًا من أن هناك محاولات للموساد لتصفيته، لكنه تعود على مدار سنوات هذه التحذيرات وقذف بها خلف ظهره،غادر الأمير الأحمر شقته وأخذ مكانه بجوار رفيق سفره، جميل، السائق متخذًا طريقه إلى منعطف الطريق عند الميدان، وقد جلس ثلاثة من الحراس في المقعد الخلفي، وتبعتهم السيارة Ranze Rover وبها خمسة أفراد آخرون من الحرس الخاص، وكانوا من القوة 17 الأصابع المقوسة

كانت إيريكا ماريا تشامبرز تجلس أمام نافذتها وتراقب، كيف كانت تقترب السيارة الشيفروليه بسرعة من السيارة الفولكس فاجن، المفخخة. كان الريموت كونترول بيدها وعيناها معلقتان على سيارة سلامة، قاست المسافة بين السيارتين. ما زال هنالك مائة متر... خمسون مترًا... ثلاثون... عشرون قوست إبهامها.. السيارة تقترب... إنها الآن بمحاذاة الفولكس فاجن تمامًا، الآن وبسرعة، ضغطت على زر الريموت لأسفل، وفتحت فمها متزامنة مع موجة الضغط التالية والانفجار المذهل. وهزت المتفجرات القوية الحي، واشتعل الشارع باللهب تطايرت السيارة الشيفروليه في الهواء

تحطمت سيارة علي حسن سلامة بالكامل، لكن يبدو أنه ما زال حيًا. وبسرعة كان لا بد من إحضاره إلى مستشفى الجامعة الأميركية. ومع كل ذلك لكل ما استطاعه الأطباء في ذلك الوقت إثبات وفاته. لقد التصقت قطعة معدنية بمخه . . في سرعة البرق غادرت إيريكا تشامبرز شقتها لآخر مرة بعد الانفجار فركبت سيارتها واخترقت شوارع بيروت حتى وصلت إلى جونية شمالاً. وفي ظلام الليل غادرت جونية على ظهر سفينته اسرائيلية .

جرت مراسم تشييع جثمان الشهيد الى مقابر شهداء منظمة التحرير الفلسطينيين، بالقرب من مخيم شاتيلا ، حمل ياسرعرفات بنفسه الكفن وسالت الدموع على لحيته المرتعشة، كان يمشي إلى جواره الابن الذي لم يبك أثناء توديع أباه وتتساءل العيون والعقول: هل سيظهر حسن سلامة مرة أخرى..؟

ومع اغتيال أبو علي حسن سلامة ، لم يهدأ القائد صلاح خلف ' أبو إياد ' فأرسل فورا إلى كل مساعديه طالبا منهم البحث عن اريكا واحضارها إما ميتة أو على قيد الحياة ، وبالفعل تم إبلاغ كافة رجالات الأمن الفلسطيني ' المخابرات ' في جميع أنحاء العالم ، بعد أن حصلوا على معلومات ومواصفات العميلة اريكا ، وبدأ البحث ليل نهار إلى أن عثر عليها في اليونان برفقة اثنين من كبار ضباط الموساد الإسرائيلي وتم قتلهم جميعا وإلقاء قنبلة على جسدها الذي تقطع ارباً!!.

 

غازي الكيلاني

21 يناير، 2015



Read more

تفاصيل اغتيال صلاخ خلف ابو اياد وأبو الهول وابو محمد العمري في تونس بتاريخ 14/1/1991م

0 Comments

       

 تفاصيل اغتيال صلاخ خلف ابو اياد وأبو الهول وابو محمد العمري في تونس بتاريخ 14/1/1991م .

القاتل العميل  "حمزة ابو زيد" .. قاتل القادة صلاح خلف ابو إياد وأبو الهول وأبو محمد العمري

مناضلون مرتزقة في خدمة الموساد    -    أبو نضال بندقية للإيجار

وكان قد كشف اللواء طارق ابو رجب تفاصيل جديدة عن كيفية اعدام القاتل بعد نقله الى اليمن

ننشر ما كتبه رئيس مركز الناطور للدراسات والابحاث اللواء محمود الناطور ابو الطيب .

الشهيد صلاح خلف (أبو اياد)

شهدت الساعات الأولى من مساء 14/1/1991 حدثا مأساويا فلسطينيا على التراب التونسي، أضيف إلى سلسلة الأحداث التي تعج بالأسى والفجيعة في تاريخ الثورة، فقد ارتقى كوكبة من قادة كانوا من أبرز أعمدة العمل الأمني والوطني الفلسطيني، ولهم في حركة فتح مكان الصدارة بين إخوانهم المناضلين: صلاح خلف(*) (أبو إياد) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول الأمن الموحد في منظمة التحرير، أسهم في انطلاقة فتح وكان عبر مسيرة الكفاح الثوري رباط الوحدة الوطنية والساعي لديمومتها ورجل القبول الفلسطيني والعربي والدولي، لم يكن يخشى الموت فالشجاعة من أبرز صفاته، فقد كان يدرك أنه مشروع شهادة.

الشهيد هايل عبد الحميد

هايل عبد الحميد(*) (أبو الهول) عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول الأمن المركزي ومن خيرة رجالاتها الذين واكبوا التأسيس، فاجتمعت فيه صفات القيادة والقدرة على قراءة الحدث والتخطيط، وهو فوق كل ذلك إنسان بكل معنى الكلمة، طغت عليه البساطة وطيبة القلب عن وعي وادراك مضافا لذلك الحس الأمني العميق الذي سخّره لحماية حركة فتح والدفاع عنها. كان أبو الهول يمتاز بأخلاقه الرفيعة وصداقته للجميع وعطاءه المميز وهدوئه الملفت وحنكته وصبره وحبه للمساعدة وتقدير ظروف الآخرين. فخري العمري (أبو محمد)(**) وهو من الكوادر في أجهزة الأمن الفلسطينية ومن أقرب الأصدقاء لصلاح خلف، تلك الصداقة التي دامت عشرات السنين ولمفارقات القدر فقد أبى الصديقان أن يفارق احدهما الآخر حتى موعدهما مع الشهادة.

 

تفاصيل عملية الاغتيال(*):

التحق المتهم حمزه أبو زيد بحركة فتح عام 1982 بعد أن غادر الأردن إلى سوريا عن طريق التهريب ثم التحق بمعسكر بيت نايم ومن هناك تم اختياره للسفر إلى يوغسلافيا في دورة خاصة التحق بعدها مرافقا مع مدير المكتب في بلغراد حيث اختلف معه ثم أعيد إلى دمشق حيث أرسله أبو بشير مسؤول امن السفارات مرافقا وعنصرا من عناصر الآمن إلى مكتبنا في باكستان حيث بقي هناك مدة قصيرة ثم أعيد لتونس حيث التقى مع زكريا بعلوشة، الذي أعاده مرة أخرى ليعمل مع عناصر الأمن والحماية في مكتبنا بهنغاريا ثم اختلف مع مدير المكتب الذي أعاده لتونس/ وتم التحقيق معه في مكتب الأمن المركزي في حمام الشط ثم ألحقه الأخ أبو الهول لحراساته، وبعد ذلك تقابل مع حسني عبيد الذي اقنعه بترك الأخ أبو الهول والالتحاق بالأخ هواري/ في بغداد حيث التحق به هناك وخضع لفترة تدريبية، ثم وبسبب رغبة هواري في تسفير شبابه خارج العراق بسبب ظروف خاصة كان يتعرض لها أرسله مع غيره من الشباب إلى هنغاريا وانتقل منها لبولندا حيث أقام بها واختلط مع الطلبة.

وخلال وجوده في بولندا تعرف على المدعو ناصر الراشد وهو من مسؤولي تنظيم أبو نضال الذي استطاع بعد عدة لقاءات أن يجنده في التنظيم بعد أن عبأه فكريا ونفسيا وكان ذلك في شهر/4/1988 ثم تم ترحيله في شهر/5/1988 إلى يوغسلافيا حيث تقابل هناك مع المدعو كمال شكري الذي استأجر له غرفة إقامة وبدأ يعطيه مائتي دولار شهريا، كمخصصات له من المجلس الثوري وعرفه على المدعو خليل (مسؤول العمليات في جنوب شرق آسيا)، الذي أرسله في مهمات اختبارية إلى اليونان والفلبين في بداية شهر 7/1988.

في منتصف شهر 7/1988 زوده مسؤوله التنظيمي في المجلس الثوري/ خليل بتذكرة سفر إلى الفلبين وبمبلغ ثلاثة آلاف دولار بعدما وقع له على وصل استلام وكلفه بالسفر إلى الفلبين لتنفيذ عملية قتل إحدى الشخصيات الصهيونية التي يتوقع حضورها إلى الفلبين في منتصف شهر 8/1988 واعتقد أن هذه هي مهمة اختبارية وبالرغم من أنني بقيت في الفلبين منذ وصولي إليها في منتصف شهر 7/1988 ولغاية 2/2/1989. وبعد العودة من الفلبين اعلمني خليل/ بأنه سيسافر إلى ليبيا بناء على قرار التنظيم وتم السفر في شهر 5/1989.

ويضيف: عند وصولي لمطار طرابلس بتاريخ 14/5/1989 واجتيازي إلى الصالة استقبلني المدعو عيسى جرادات والذي يعرفني من صوري السابقة، فلفظ اسم التعارف وقال مشيرا نحوي "الرفيق محمد" أجبته نعم.. عندها رحب بي وأخذني بسيارته إلى فندق اليسر المجاور لفندق مرحبا. وبعد خمسة عشر يوما حضر عيسى إلى الفندق وبعدما سدد الحساب نقلني من فندق اليسر إلى مقر إقامتهم الخاصة والكائنة بالقرب من ساحة السويحلي.

في أواخر شهر 4/1990م حضر الأخ أبو عمار والأخ أبو الهول إلى ليبيا لحضور احتفالات إحياء مناسبة ذكرى استشهاد الأخ أبو جهاد والتي أقيمت في قاعة الشعب، فكانت فرصة لي كي أقابل أبو الهول لطلب العودة للعمل معه. فذهبت صباحا وحاملا في رأسي الرواية التي ساعدني نعيم يوسف بتأليفها لأسردها أمام أبو الهول، وعند وصولي للفندق صعدت للطابق الثالث وقابلت احمد سعيد الذي قال لي ها هو أبو الهول في الداخل ومعه عبد الله الإفرنجي فطرقت الباب ودخلت للغرفة الكائنة في نهاية الكوردور بجهة اليسار حيث كانت غرفة احمد سعيد على الجهة اليمنى وبداخل الغرفة سلمت على الأخ أبو الهول ثم جلست وقلت أخ أبو الهول أنا بدي أرجع وبدي أعيد علاقتي وأنا أخطأت في السابق بهروبي من عندك وأنني على استعداد لتلقي أية عقوبة تفرضها علي، وأنا مستعد لأية محاكمة وأن تحاسبني على أي قصور سابق ارتكبته وأتمنى أن تقبل عودتي مرة ثانية لعندك، لم أحدث الأخ أبو الهول عن الأماكن والبلدان التي تنقلت وعشت فيها، حيث اختصر الأخ أبو الهول الجلسة قائلاً اذهب لأحمد سعيد واحكي له الذي حصل معك وبعدها خرجت وجلست مع أحمد سعيد وحكيت له القصة الوهمية وطردي من بولندا إلى يوغسلافيا وهروبي من المافيا إلى ليبيا وإنني كنت أريد الهجرة إلى أستراليا، أي أخبرته القصة التي ساعدني بتأليفها نعيم يوسف وبقيت مع أحمد سعيد إلى المساء.

استأذنت بعدها وغادرت الفندق إلى المقر حيث قابلت نعيم وقدمت له تقرير عن مقابلتي لأبو الهول وسردي القصة الوهمية لأحمد سعيد وأعلمته أنه يوجد شبه موافقة مبدئية من أبو الهول على إعادتي للعمل عنده فارتاح نعيم لما حدث معي وقال هذا جيد، وفي اليوم التالي ذهبت إلى الفندق وأقمت مع أحمد سعيد في غرفته مدة ليلتين، وفي يوم سفر الأخ أبو الهول قال أبو الهول لوائل سكيك اقطع لحمزة تذكرة ليسافر إلى تونس، وعند نزول الأخ أبو الهول رافقته إلى باب الفندق حيث ودعني قبل سفره قائلاً: لا تنسى يا حمزة تأتي إلى تونس، وعدت بعد ذلك إلى المقر وأخبرت نعيم يوسف أن الأخ أبو الهول وافق على إعادتي وعملي كحراسات في بيته.

بتاريخ 9/5/1990م حضر نعيم وقال بدنا نتقابل مع أبو نضال أجبته ماشي الحال ومباشرة نزلنا إلى الشارع بحيث ركبنا بسيارة بيجو والتي كان ينتظرنا بداخلها عيسى وأنا، جلست على المقعد الخلفي وقاد السيارة نعيم، الذي طلب مني أن أحني نفسي على المقعد الخلفي بحجة على أن لا يراني أحد أثناء ركوبي معهم وسارت السيارة حوالي ثلث ساعة بعدها أوقف نعيم السيارة ونزلنا نحن الثلاثة ودخلنا إلى بناية بعدها أوقف نعيم السيارة ونزلنا نحن الثلاثة ودخلنا إلى بناية مسرعين وصعدنا الدرج إلى الطابق الثاني حيث قرع نعيم جرس الشقة الواقعة على الجهة اليسرى وبعدها فتح الباب دخلنا إلى الصالة فطلب مني نعيم الجلوس على الكنبة الكبيرة وجلس إلى جانبي عيسى ثم دخل نعيم إلى إحدى الغرف وبعد ثلاثة دقائق خرج وطلب مني اللحاق به لغرفة أخرى بالشقة ودخلنا نحن الثلاثة إلى تلك الغرفة، وبعد لحظات من دخولنا دخل أبو نضال وهو يلبس بدلة سفاري لون جيشي وهو متوسط الطول ومعتدل البنية زلمة كبير بالعمر بالخمسينات، اصلع، فوقفنا نحن الثلاثة، وتقدم أبو نضال مني، وعندما صافحته قال لي الرفيق أبو نضال، ثم امرنا بالجلوس وبعد جلوسه جلسنا.

وجه أبو نضال حديثه إلي أنا أحب الشباب عندما نأمرهم بأمر ينفذونه، أجبته: نعم، تابع نحن اخترناك لهذه المهمة وبدك تنفذها ولازم تنفذها.. وأنت الذي تصلح بهذه المهمة وخاصة أنك حصلت على موافقة أبو الهول لإعادتك وهذا أمر ولازم تنفذه وأمرنا لا تستطيع أن تعفي نفسك منه، أجبته: حاضر وماشي الحال، وتابع أنا مسؤول التنظيم بيدي أن أجعلك وأهلك تتمتعون بحياة سعيدة وإذا تقاعست بيدي أن أدمرك وأهلك، وتأكد أنه ستكون لك الحياة ولأهلك عند نجاحك بالتنفيذ، وكذلك ستكونون سعداء، ونحن مش حننساك كتنظيم وأنت عارف أن هؤلاء جماعة عرفات وخصوصاً أبو إياد قتله لصالحك وصالح التنظيم، وأبو إياد هذا خرب التنظيم، والاختيار صار عليك ولا تراجع عن هذا الاختيار ونحن عندنا أسلوب إما أن تعيش أنت وأهلك عيشة سعيدة وخاصة أن أهلك فقراء وتتمنى لهم السعادة أو الدمار يقع عليكم، وتعرف إحنا تنظيم إيدنا طويلة وهذه أوامر التنظيم، ثم شرح لي كيفية تنفيذ عملية قتل أبو إياد بقوله عند حضور أبو إياد لبيت أبو الهول عليك أن تستخدم سلاح الحراسات الذي معك وتطلق النار بغزارة وعلى مقربة على أبو إياد وتصويب النيران على الجزء الأعلى من جسده، وتتأكد من موته ثم سألني هل تحسن استخدام السلاح والرماية، أجبته أنني رامي جيد وأجيد استخدام السلاح والرماية، فقال ستنجح بالعملية وخاصة أنك ستطلق النار على أبو إياد من مسافة قصيرة، وبعدما تتأكد من قتل وموت أبو إياد تهرب إلى تونس المدينة ومباشرة إلى القرى الشمالية التي تقع على حدود تونس الجزائر شمالاً، ونحن كتنظيم نستطيع التقاطك، إذا اعتقلت فإن التنظيم سينفذ عمليات مقابل استردادك، وتخليصك

ووعدني بمكافئة حياة كريمة لي ولأهلي.

في هذه الغرفة التي قابلت فيها أبو نضال ولمدة حوالي ثلاثة أرباع الساعة، كنت أجلس أنا ونعيم على الكنبة الطويلة وكان أبو نضال يجلس على الكنبة الصغيرة المجاورة والتي كان يفصلني عنها فقط طاولة زجاجية وعيسى كان جالسا على الكنبة الفردية المجاورة لنعيم، وطيلة ذلك اللقاء لم ينطق عيسى أو نعيم بأية كلمة، وفقط كان الحديث دائما من أبو نضال.

وفي نهاية هذا اللقاء خرج أبو نضال بعد أن سلم علي بشدة بكلتا يديه، وامرني بالتنفيذ وعدم التقاعس وكانت لهجته متعصبة وحازمة والتي كانت تغلب كل عباراته معي في ذلك اللقاء وبعد خروجه خرجت أنا ونعيم يوسف وعيسى وغادرنا الشقة إلى السيارة وبواسطتها ذهبنا إلى المقر حيث دخلت لغرفتي على أن يحضر نعيم لطرفي في اليوم التالي، وحضر في اليوم التالي وأخذ يردد عبارات أبو نضال بأن السعادة ستشملني وأهلي بعد تنفيذ قتل أبو إياد، وسيعم الخير على التنظيم وحذرني من التخاذل لأن التنظيم له أساليبه الخاصة في تدميري وأهلي الذين لن تقم لهم قائمة، فحاولت أن أدخل اسم عاطف أبو بكر الذي تسبب في شق التنظيم فرد بحزم القرار قرار والأمر أمر وقرار التنظيم أن تنفذ قتل أبو إياد وكان جافا وحازما، في حديثه معي، ثم ودعني ليعود ثانية وفي اليوم التالي عاد لغرفتي وسلمني مبلغ 850 دولار بعدما وقعت له على وصل استلام، ثم غادر الغرفة.

وبتاريخ 14/5/1990م ذهبت إلى مطار طرابلس وقابلت الأخ وائل سكيك والذي عرفني في المطار على علي قايم ابن أخ احمد سعيد والذي سافر معي إلى تونس للعمل كزميل لي في حراسات أبو الهول، وعند وصولنا إلى تونس التحقت بعملي كحراسات في بيت الأخ أبو الهول وبقيت أترقب مجيء أبو إياد لبيت أبو الهول من شهر 5 حتى 10-1990م ولكنه لم يحضر.

ووجدت هذه المدة فرصة لأتخلص من العملية المكلف بتنفيذها وفي بداية شهر 10/1990م قلت للأخ أبو الهول أريد إجازة إلى ليبيا لمشاهدة أختي التي مضى علي اثنا عشر عاما دون أن أراها، وفرصة أنها حضرت إلى ليبيا وأتمنى الموافقة على أن أسافر لأرى أختي، فأعطاني الأخ أبو الهول إجازة لمدة أسبوع وتذكرة سفر اشتراها لي محمد حمدان وبتاريخ 4/10/1990م غادرت تونس جوا بموجب جواز سفري الأردني المزور باسم عساف جابر المهدي إلى طرابلس ومن المطار ذهبت مباشرة إلى المقر الكائن في منطقة السويحلي والخاص بجماعة أبو نضال، وبعدما طرقت جرس الباب فتح لي المخول بالمقر حيث يعرفني ودخلت لغرفتي السابقة وقابلت نعيم يوسف وقدمت له تقريرا عما حدث معي طيلة الخمسة اشهر وأخبرته أنني ترقبت خمسة اشهر مجيء أبو إياد إلى بيت أبو الهول ولم يحضر أبو إياد إلى ذلك البيت وربما لن يحضر أجابني نعيم يا أخي شو عرفك مش حيجي الزلمة..؟ شو استكثرتها خمسة أشهر، فأجبته: ربما قتله في بيته فاشلة.. حيث لا يحضر أبو إياد لبيت أبو الهول، فأجابني بحزم الخطة عليك بتنفيذها وكما وضعت.

وتابعت محاولا استبدال العملية بعملية قتل عاطف أبو بكر الذي شق التنظيم وشرحت لنعيم إنني أثناء وجودي في تونس تعرفت على تحركات عاطف ومكان سكنه بالمرسى فأجابني سيبك من عاطف أبو بكر، ونحن قادرين على الوصول إليه في أي وقت نريد ولكن الآن نحن نريد المهم وهو قتل أبو إياد، وصمم نعيم على رجوعي إلى تونس خلال أسبوع، وبقيت طيلة هذه المدة في المقر، ومرة خرجت إلى صالة فندق البحر المتوسط للتسلية على التلفزيون وأثناء جلوسي سمعت شخص جزائري يجادل شخص تونسي ففهمت انهما يتحدثان بخصوص جواز السفر ولعدم موافقة التونسي على شراء جواز السفر، ترك زميله وخرج فحاول الجزائري الخروج من الفندق فلحقت به وسألته هل كنت تعني أنك ستبيع جواز سفر، أجابني بعد تأمل.. نعم، واتفقت وإياه أن اشتري منه جواز السفر الجزائري بمبلغ 110 دينار ليبي وبعدما يضع عليه صورتي وسلمته الصورة وفي اليوم التالي وبالصالة تسلمت منه الجواز الجزائري عليه صورتي (باسم عبد الكريم بن ولهه) ودفعت له مبلغ 105 دينار تونسي بحجة أنني لا أملك غيرها وعندما عدت للمقر أخبرت نعيم قصة جواز السفر الجزائري وأبرزته أمامه فاستحسن ذلك ودفع لي ثمن الجواز مائة وخمسة دنانير ليبية.

وقال بعدما تنفذ عملية قتل أبو إياد تستخدم الجواز الجزائري بدخول الجزائر بدلا من جواز سفرك الأردني المزور. وخلال إقامتي في المقر كان يحضر إلي نعيم ويتكلم بلسان أبو نضال محرضاً تارة ومرغباً تارة أخرى. وفي 11/10/1990م غادرت طرابلس إلى تونس حيث سمح لي بالدخول كون اسمي موضوع قبل مغادرتي تونس وعدت لعملي كعنصر حراسات في بيت أبو الهول وكالعادة.

وفي يوم 14/1/1991م ذهبت عند المغرب لبيت زميلي رمضان سالم والذي كنت أتردد إليه باستمرار لحضور نشرة الأخبار على التلفزة حيث لا يوجد في منامتنا تلفزيون، وبعدها خرجت وإياه إلى سيارتي نوع/ اتوبيانكي/ وركبت وإياه بها إلى بيت أبو الهول لنقوم بمهمة الحراسة حيث وقتها كان عندنا دوام، وأوقفت السيارة بالنزلة الخلفية للبيت كالعادة ثم دخلت من الباب الخلفي وأخذت سلاحي

 

الفردي وكالعادة نصعد إلى حديقة البيت للسلام على الشباب المناوبين وبعدها طلعت إلى حديقة البيت فشاهدت سيارة سوداء مصفحة(*)، فسألت الحارس أمام الباب الرئيسي للبيت وهو علي قاسم من الزوار عندنا، فأجابني: بكلام لم أفهمه عندها دخلت إلى غرفة المرافقين المجاورة للباب الرئيسي فسلمت على الجالسين وشاهدت مرافقي أبو إياد ومباشرة خرجت لأقف إلى جانب علي قاسم وكنت متأكد من أن الزائر هو أبو إياد وذلك من خلال مرافقيه الذين شاهدتهم في غرفة المرافقة وبقيت أنتظره بالخارج قرب مكان توقف السيارات بالممر الداخلي، وأترصد خروجه لأطلق عليه الرصاص وأنسحب..

انتظرت كثيرا حوالي أكثر من ساعتين لكن أبو إياد لم يخرج، وأثناء وقوفي مزح معي علي بقوله شو رأيك أطخ على هذه السيارة ويقصد المرسيدس مقابل أن تعطيني مخصصك ومهمتك الشهرية، وكان وقتها واقفا إلى جانبنا رمضان سالم وجوهر عطيه "أبو شهاب" وحتى لا يشتبهوا بي عند سحبي أقسام البندقية قلت لهم يا شباب وين الرش ووين الحبة حبة حبة واضعاً إصبعي على الأمان، فأخذوا يضحكوا وقال أحدهم على الوسط رشا، فصرت أتكتك بالأمّان واستمريت واقفا بالممر بعدها ذهب رمضان وجوهر وعاد ليقول لي أن مهند عرب يطلب مني الذهاب إليه والقيام بحراستي على الباب الخلفي فأجبته انتظر قليلاً سوف أكلم الأخ أبو إياد كلمتين "شو صار بقضية فلسطين" وبقيت واقفاً إلى جانب علي وتململت قائلاً له: ما طلعش الأخ أبو إياد؟ وكنت في داخلي أفكر بإمكانية تنفيذ العملية عند موقف سيارة أبو إياد بداخل البيت حيث تكون عملية الانسحاب أقل خطورة، فحاولت إلهاء علي بقولي: شايف هذه اللمبة وأقصد المثبتة على مدخل المنزل فيها "ماس كهربائي"، واذهب يا علي وقول لهم وأقصد من بداخل المنزل أبو الهول أنه يوجد "ماس" في اللمبة فأجابني علي سيبك. وكنت أقصد باختلاقي موضوع الماس باللمبة حتى إذا شافني علي أطرق باب منزل أبو الهول لا يشك بي.

ومن الجدير بالذكر فإنني عندما عرفت أن الأخ أبو إياد هو الذي يزور أبو الهول في يوم 14/1/1991م من خلال مشاهدتي سيارته المتوقفة في فناء دار أبو الهول وكذلك من خلال مشاهدتي لمرافقي الأخ أبو إياد الذين كانوا يجلسون في غرفة المرافقة عدت لمكان توقف سيارتي على النزلة المجاورة للباب الخلفي للمنزل وأدرت محركها حيث أعدت توقيفها على مدخل الشارع المؤدي لبيت الأخ أبو الهول وأوقفتها وكانت مقدمتها باتجاه الشارع الرئيسي أي جهزتها لاستخدامها عند الهرب بعد تنفيذ قتل أبو إياد. وكان بداخل سيارتي مسدس (توغاريف) سبق أن سرقته في غفلة من أحد مرافقي الأخ أبو الهول، وكان المسدس وقتها في خزانة الأسلحة وأخفيت المسدس مدة طويلة منذ سرقته في شهر 8/1990م وقمت بمسح الرقم المدقوق عليه كي لا يتم التعرف عليه في حال ضبطه معي.

واستغليت دخول علي لغرفة المرافقين المجاورة للباب الرئيسي ودخلت إلى باب منزل الأخ أبو الهول وقرعت الجرس وبعدما فتحت الشغالة الفلبينية الباب دخلت للمنزل ومباشرة إلى الصالة وكان موجودا الأخ أبو محمد والذي لا أعرفه وأبو إياد وأبو الهول قاعدين، وبينهما الطاولة الصغيرة، فقلت مساء الخير ووجهت بندقيتي إلى أبو إياد وأطلقت النار بغزارة باتجاه أبو إياد، وأكيد أصيب أبو محمد بطلقاتي في كتفه اليسار والأخ أبو الهول أصيب بطلقاتي عند مروره من أمام النيران واستمر سائراً على قدميه وخرج من الباب وأنا بعدما تأكدت من موت أبو إياد أسرعت إلى باب المنزل فسمعت صوت المرافقين لا بل الشباب جايين وأنا لا أريد إطلاق النار عليهم فدخلت لداخل المنزل وأطلقت صلية على الأرض ثم صعدت الدرج إلى الطابق العلوي لأقفز من باب البرندة إلى الشارع.

وعلى الجانب الآخر من المشهد وبعد أن سمع الحراس والمرافقين إطلاق النار سادت الفوضى واعتقد بعضهم أن إطلاق النار من خارج المنزل فخرج بعضهم مسرعين كما فعل (فؤاد النجار – أحد مرافقي الشهيد أبو إياد) لمواجهة أي إطلاق من الخارج إلا أن صراخ أبو الهول الذي وصل إلي باب الفيلا (زاحفا) نبههم أن صوت الرصاص كان على القادة في الداخل وسمع الجميع أبو الهول يقول (قتلنا الجاسوس.. قتلنا الجاسوس) فقاموا بإخلائه فورا من المكان باتجاه المشفى حيث فارق الحياة هناك... أما داخل المنزل فكان أول الداخلين الأخ/ أبو أحمد الكباريتي وهم من قدامي مرافقي الشهيد أبو إياد حيث أذهله ما رآه في صالون المنزل (كما روي في إفادته بعد الحادث) حيث ذكر إنه رأى الشهيد أبو إياد جالسا وفوقه الشهيد أبو محمد العمري وحينما حاول إسعافهما لم يستطع حمل أبو محمد العمري وحده فالرصاص كان قد مزق جسده (رحمه الله) واستطاع حمله بمعاونة رفاقه حتى يحافظ على الجسد سليما أما أبو إياد فقد كان يجلس وقد فارق الحياة هو الآخر وتبين فيما بعد أنه أصيب بثلاث طلقات بينما أصيب أبو محمد العمري بأكثر من عشرين رصاصة مزقته تماما أما الشهيد أبو الهول فقد أصيب بطلقتين واحدة في رجله والأخرى في بطنه وذلك خلال وصوله إلى الباب، وهو الوحيد الذي فارق الحياة بعد وصوله

للمشفى أما أبو إياد وأبو محمد فقد فارقا الحياة فورا.

وأثناء صعودي الدرج قابلتني زوجة أبو الهول (نادرة – أم رضا) وابنتها "رولا" وكانتا يردن النزول فقلت لهن انتظرا، ولكونهما أصرتا على النزول أجبرتهما على الصعود وأجلستهما بالغرفة وبعد قليل صعدت الخادمة الفلبينية فأجلستها معهن وإذ بأحمد سعيد ينادي من تحت يا حمزة انزل قتلتهم، فقلت له بدي أنا عاطف أبو بكر ولدي رسالة شفوية أريد أن أوصلها له وفي داخلي متأكد أن سبب مأساتي وقتل أبو إياد هو عاطف أبو بكر.

ثم نادى أحمد نادرة موجودة.؟ أجبته نعم، وقالت هي أنا موجودة يا أحمد، وبعد ذلك قال أحمد: عاطف ليس موجودا وهنا أبو ثائر، قلت له فليتكلم، وقال أبو ثائر من الأسفل: يا خالي أجبته: نادي لي عاطف أبو بكر، قال: طيب وراح ولم يعد، رجع احمد سعيد وناداني شخص من الأسفل قائلاً انه مسؤول من الداخلية، قلت أريد عاطف أبو بكر، أجابني هذا بالجزائر، عندها قلت له وماذا يثبت انك من الداخلية قال بطاقة التعريف، قلت: اقذفها لي بالأعلى، وفعلا قذفها فوقعت على الدرج عندها قال: انزل طولها، فقلت له ابعث واحد من عندك يأخذها واربطها بشيء ثقيل واقذفها لعندي ثانية، وفعلا صعد واحداً نازعاً ملابسه من الأعلى وطلب مني الأمان، فقلت له اصعد وأخذ البطاقة من على الدرج، ونزل وأعيد قذفها للأعلى باتجاهي، وبعدما تثبت من الهوية بإشعال عود الثقاب تأكدت أن صاحبها بلقاسم سنطح من الداخلية التونسية وبعد ذلك ألقيت له الهوية، وبسبب إصابتي بإرهاق نتيجة الوضع وبسبب النعاس قمت بحرق جواز سفري الأردني المزور حتى لا يتفطن أحد لذهابي إلى الفلبين وحرقت فواتير السيارة وناديت أنا نازل، وفعلا نزلت إلى الدرج وألقيت بسلاحي والمخزنين حيث تم اعتقالي من قبل الأمن التونسي والذين نقلوني مخفوراً إلى الداخلية التونسية رهن التحقيق.

رواية زوجة أبو الهول:

تقول زوجة أبو الهول، بأنها كانت نائمة في فراشها وأيقظها فجأة صوت الرصاص قادماً من غرفة المعيشة تحتها، وسمعت حمزة يصيح عدة مرات "دع عاطف أبو بكر يساعدك الآن" ثم سمعت زوجها يصيح": ماذا فعلت يا حمزة؟ وهنا انطلقت عدة رصاصات وحاول أبو الهول أن يصل إلى الباب ولكنه، أي حمزة، عاجله برصاصة في رجله ثم في المعدة عن قرب.

أسرعت زوجة أبو الهول إلى الغرفة الملحقة حيث وجدت ابنتها ذات السبعة عشر ربيعاً مكومة في سريرها، فأخذتها بين ذراعيها وسمعت أقدام تصعد السلم واقتحم حمزة عليهم الغرفة واغلق الباب وراءه وصاح بهم: إن الإسرائيليون هنا.. لقد قتلوا أبو الهول.. وصاحت: هل هو حي؟ دعني أدخل وأراه. لقد جرح، ولا تسأليني أكثر من هذا، جلست المرأتان معاً على الأرض في أحد الأركان، الابنة تصرخ والأم تحاول تهدئتها، بينما حمزة يجول في الحجرة صامتاً، وأخذ يلتقط أشياء صغيرة من مائدة زينة الفتاة، وكان يفحصها ثم يضعها مرة أخرى ثم يحدق من النافذة، رأى البرق وسمع الرعد وكان المطر يتساقط، كان الظلام شديد في الخارج وسمعته زوجة أبو الهول يسب عاطف أبو بكر أحد المنشقين من منظمة أبو نضال وأقسم أن يقتله.. ثم أخذ مظروفاً من جيبه وبحث فيه عن حبه ابتلعها ثم ابتلع أخرى وأخرى على مدى الخمس ساعات التي احتجزهم فيها كرهائن. وسمعوا سيارات تتوقف أمام المنزل، ووقع أقدام هنا وهناك، لقد وصل البوليس التونسي.

في الدور العلوي كان التليفون يدق ويدق.. وأخيراً أجابه حمزة.. كان هادئاً وسمعته يقول: لقد قتلت أبو إياد وأنا احتجز الآن عائلة أبو الهول كرهائن ولن أطلق سراحهم إلا إذا أتيتني بعاطف أبو بكر.. لدي رسالة له.. وغمر البوليس التونسي المكان بالضوء واستخدم مكبرات الصوت ينادي حمزة: حمزة، اترك النساء ولا نريد منك شيئاً.. وأخذوا يكررون الرسالة نصف ساعة.. ثم ساد الصمت وكان حمزة يخرج الأقراص من مظروفه ويبتلعها. في ساعات الصباح الأولى ناداه البوليس ليقولوا له أنهم يريدون التفاهم معه.. ماذا كانت مطالبك؟ لقد طلب منهم طائره تقله إلى خارج البلد، فقالوا له أنهم يحتاجون إلى تصريح من سلطات أعلى، وعندما عادوا قالوا له أنهم في حاجة إلى بعض معلومات عن شخصيته، فاقترح أن يلقي لهم ببطاقته الشخصية من النافذة، فقالوا إن المطر سيتلفها، ثم اتفقوا على أن يسلمهم البطاقة من خلال فتحة صغيرة في الباب الأمامي، ثم سمعته زوجة أبو الهول يغلق الباب ويعود إليهم يجر أقدامه ثم سمعت مدفعه يسقط على الأرض فاندفعت نحوه فوجدته ممداً على السلم فاقداً الوعي، واكتشف بعد ذلك أن البوليس وجه إليه غازات، وأسرعت بفتح الباب فدخل البوليس، وأمسكوا بالقاتل وقاموا بنقله إلى مقر الداخلية التونسية.

بسم الله الرحمن الرحيم

الرقم: (1)

دولة فلسطين التاريخ: 27/3/91

(م.ت.ف) الموضوع: مرافعة النيابة

رئاسة هيئة القضاء

النائب العام

المرافعة الختامية للنائب العام

الأخ/ رئيس المحكمة العسكرية الدائمة

الأخوة/ القضاة المستشارين

تحية الثورة وبعد

يمثل أمام محكمتكم الموقرة قاتل مارق، أدمى بفعلته الغادرة وجه أم الشهداء فلسطين، شعبا، ورسالة. لقد أعماه الحقد والغدر كما أعمى بصيرة من كلفه وخطط وسهل له تنفيذ حمام الدم. إن إقدام هذا السفاح المارق على اقتراف فعلته الدنيئة جاء بتوقيت استخباري مدروس، حقق أهدافا غاية في التعقيد والتداخل الشديدين، من حيث التخطيط والإعداد والتنفيذ بتزامن جد دقيق مع ما كانت تشهده وما زالت الساحتين الدولية والعربية عموما والفلسطينية على وجه الخصوص، فكانت جريمته لغما موقوتا تم تفجيره في عقر بيتنا الفلسطيني، بالزمان والمكان المخطط له قبلا حتى يحقق زبانية الغدر والشر ما يصبوا له معسكر الأعداء من أهداف منظمة ودقيقة، من اجل دفع نضالنا المشروع والعادل إلى القبول بمرحلة حالكة من الجنائزية والفجيعة بغياب قادة صنعوا مع رفاقهم ممن قضوا نحبهم وممن ينتظرون مسيرة النضال العادل والمشروع لقضية فلسطين أم القضايا.

لقد جرى توقيت عملية الغدر في مرحلة من اصعب وأدق المراحل في عمر نضالنا الدؤوب، فكانت حسابات الأعداء تتمحور حول تحقيق أهداف تندرج تحت عناوين حالكة يمكن تلخيصها بالتالي:

أولا: توجيه ضربة مهلكة للموقف الفلسطيني الذي تتبناه قيادة (م.ت.ف) وهو الموقف المتشدد في مواجهة التخطيط والضغط الأمريكي والمتحالف معه، مما يؤدي وكما تتمنى تلك القوى من أن تمنى قيادتنا الفلسطينية بخسارة افدح من المتوقع تضعف من جاهزيتها النضالية والسياسية في مواجهة العدوان الأمريكي والأطلسي والصهيوني وقوى الردة على العراق وفلسطين والأمة العربية. لقد كان في اختيار وقت التنفيذ وزمانه ومنفذيه وأدواته، الدليل القوي والأكيد على خسة دوافع وأهداف الجناة، حتى يمكن أن يقال أن العملية الغادرة قد أثبتت جدواها لتحدث الدوي المطلوب في عقر الدار الفلسطينية، بعد أن يوارى الشهداء الرموز الثرى في وقت يحسب الدقائق والثواني وبخفقات القلوب.

ثانيا: واستكمالا وتتويجا لسلسلة الضغوط والتحذيرات الدامية للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها الأخ الرئيس أبو عمار والتي بدأت بمذبحة حمام الشط في تونس واغتيال الشهيد الرمز أبو جهاد في عملية لاحقة فكأن الرسالة التي بعث بها القتلة في كل مرة تعني.. أن الرصاص الآثم إن لم يصب أبو عمار فقد اردى رفاق مسيرته ونضاله وأن الدور على الرمز أبو عمار الذي حشد بمواقفه الثابتة سياسيا ودبلوماسيا اعلى درجات الحنكة والحكمة مما أدى إلى إغضاب وإثارة حفيظة صانعي السياسة الأمريكية والذين أهابهم هذا الموقف من الأزمة الخليجية، وتبنيه لقاعدة الشرعية الدولية وكيل الأمور بمكيال واحد وارتباط المسألتين الفلسطينية والخليجية اوثق ارتباط.

ثالثا: ضرب الروح المعنوية المتأججة للشعب الفلسطيني الصامد داخل الأراضي العربية المحتلة، والنيل من انتفاضته المباركة والمؤهلة للعب دور صدامي اعلى ضد قوات الاحتلال من خلال إحداث فراغ سياسي وقيادي ومعنوي بتغييب ثلاثة من قادة العمل السياسي والأمني والاستخباري الفلسطيني وزرع الشك في نفوس أبناء الشعب حول ضعف وترهل قاعدة الأمان والحماية الشخصية للشهداء الثلاثة كون هذا المجرم حارسا شخصيا مؤتمنا للشهيد هايل عبد الحميد.

رابعا: أما بيت القصيد وما كان متوقعا من وراء الأكمة في حسابات القتلة بذلك التوقيت، فقد تمثل في التركيز على تفادي ومكافحة أي رد فعل فلسطيني ذي طابع عمليات في حال إقدام قوة التحالف على البدء بعملياتها الغاشمة ضد دولة عربية حيث مثلت الجريمة عملا وقائيا مخططا ومدروسا ضد قائدين مقتدرين هما أبا أياد وأبا الهول واللذين يقفان على رأس جهازين حساسين من أجهزة الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح يمتازان بباع طويل، ومقدرة تنفيذية ضاربة في مجال استخباراتي – عملياتي – تنفيذي يرهبه العدو ويحسب له ألف حساب في أن يطال أعضاؤه مصالح أمريكا ودولة صهيون ومن تحالف معهما خلال انشغال هؤلاء بعدوانهم الذي كان مرتقبا في تلك الدقائق العصيبة، واللحظات المتآكلة من العد التنازلي للبدء في ساعة العدوان على العراق.

وهكذا فقد اقدم هذا المجرم الآثم على اطلاق رصاصات الغدر والحقد على القائد الرمز المناضل صلاح خلف (أبو إياد) والقائد الرمز المناضل هايل عبد الحميد "أبو رضا" والمناضل فخري العمري.

بسم الله الرحمن الرحيم

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً{

صدق الله العظيم.

الأخ الرئيس، الإخوة الأعضاء

من هان يسهل الهوان عليه ولا عزة ولا كرامة ولا رحمة لمرتزق مأجور رخيص فنحن أمام جريمة بشعة ومروعة، ارتكبها مارق متنكر لآمال شعبه باغتياله لرموزه وقادته اقترفها عن سابق تخطيط وإصرار وتصميم وترصد، اقترفها بكامل وعيه وإرادته، قررها مسخ آدمي دموي سافل، هو المتهم الفار صبري البنا والمتهمين الفارين من أفراد عصابته نعيم يوسف وعيسى جرادات، عن طريق استخدام هذا المتهم والذي نفذ مجزرته بكل طواعية واختيار وبدم بارد وأعصاب هادئة فكان الأداة السافلة لقتل اعز الرجال الرجال. لقد باع هذا المجرم نفسه للخونة بثمن بخس بعد أن أوقع نفسه في شباكهم العنكبوتية طائعا مختارا بعد أن جاب الآفاق كأي أفاك مما أوقعه فريسة سهلة في شراك القاتل المهووس صبري البنا وعصابته الغادرة.

أما وقد اعترف المتهم بتفاصيل تكليفه وطريقة تنفيذه أمام محكمتكم العادلة وبعد أن اضحى شعب فلسطين بشيبه وشبانه وأطفاله وحرائره يعلم من هو صبري البنا وكم أراقت يداه من الدماء الطاهرة الزكية، وكم من الثكالى والأرامل والأيتام قد خلف، فإن النيابة العامة لمنظمة التحرير تشدد على ما ورد في لائحة الاتهام وعلى تطبيق اقصى عقوبة قانونية نصت عليها مواد قانون العقوبات الثوري ل(م.ت.ف) وخاصة المادة 124 مكرر بالنسبة للمتهم الأول والمادة 120 عقوبات بالنسبة للمتهمين الثاني والثالث والرابع.

رحل أبو إياد وأبو الهول وأبو محمد.. انهم ليسوا آخر الشهداء من القادة الذين سقطوا على طريق تحرير فلسطين، فقد سبقتهم كوكبة من الشهداء.. لن نرثيهم بالكلمات المنمقة ولا نبحث عن المفردات البليغة لنقول لهم وداعا ولا نبكيهم بالدموع المرة، وإنما نفتش عن اصدق الوعود ووعد أن نقتص من القتلة الأوغاد، وعد أن نرد ما بأعناقنا نحو الشهداء الأكرم منا جميعا... فليكن في حكمكم قصاص.

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ.. { صدق الله العظيم

لائحة الاتهام

المشتكي: الحق العام ممثلا بالنائب العام

المتهمون:

1 - المتهم الأول/ حمزة محمود عبد الله أبو زيد

2 - المتهم الثاني/ صبري البنا/ أبو نضال.

3 - المتهم الثالث/ نعيم يوسف/ ويعمل في مجموعات صبري البنا/ في ليبيا.

4 - المتهم الرابع/ عيسى جرادات/ ويعمل في مجموعات صبري البنا في ليبيا.

التهم:

1 - القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد سندا لأحكام المادة/378/ فقرة/1/ وبدلالة المادة/ 379/ من قانون العقوبات الفلسطيني وذلك بالنسبة للمتهم الأول.

2 - الاشتراك والتحريض والتدخل في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد سندا لأحكام المواد/ 378 فقرة/1/ و/ 379/ وعطفا على المواد/86/ و/ 87 فقرة 1/و/ 88 فقرة 1/و/ 89 فقرة 1/ وبدلالة المادة/ 120/ من قانون العقوبات ل(م.ت.ف)، بالنسبة للمتهمين الثاني والثالث والرابع.

 

الأدلة الثبوتية:

1 - اعترافات المتهم أمام النيابة العامة.

2 - أية أدلة أخرى تقدمها النيابة العامة

الطلب:

مما تقدم فإني باسم الله وباسم الثورة الفلسطينية/ اطلب بتوقيع العقوبات المنصوص عليها في فقرة/ التهم/ السابقة الذكر بحق المتهمين الأربعة.

المحاكمة

انعقدت جلسة محاكمة حمزة أبو زيد يوم 27/3/1991 وكان مكان انعقاد المحكمة في مقر قيادة قوات شهداء صبرا وشاتيلا في اليمن.

وبناء على اعترافات حمزة أبو زيد صدر الحكم حضوريا بإعدامه.

والإعدام غيابيا للمحرضين والمخططين وهم:

المتهم الثاني/ صبري البنا/ أبو نضال.

المتهم الثالث/ نعيم يوسف/ ويعمل في مجموعات صبري البنا/ في ليبيا.

المتهم الرابع/ عيسى جرادات/ ويعمل في مجموعات صبري البنا في ليبيا.

النائب العام

ملاحظات على نتائج التحقيقات الرسمية:

عملية الاغتيال هذه تكاد تكون الوحيدة، من بين كل عمليات الاغتيال التي تعرض لها قادة فلسطينيون، التي كان فيها الجاني معروفا، ومن المفروض على هذا الأساس، أن يكون التحقيق قد كشف عن جميع ملابساتها ودوافعها وأسبابها والجهة التي تقف وراءها. لكن البيانات التي نشرت حول نتائج التحقيق كانت مختصرة، ولا تكشف سوى القليل، وفي إطار العموميات وحتى الآن لم ينشر تقرير كامل عن نتائج التحقيق، حتى إجراءات محاكمة الجاني، لم تؤكد لنا صحة أقواله، ولأن حرب الخليج التي اندلعت بعد يومين من وقوع حادثة الاغتيال استقطبت اهتمام الرأي العام العربي والعالمي وأجهزت الإعلام، فقد غطت على الحادث، ولم يحظ بمتابعة إعلامية تساعد في الكشف عن غموضه، ومن هنا كانت تقديرات مختلفة تتناقلها الأوساط الفلسطينية حول الجهة التي تقف وراء عملية الاغتيال.

رغم توثيق اعترافات المجرم حمزة أبو زيد من القضاء الثوري، فإن قراءة أمنية معمقة تشير إلى العديد من الثغرات في اعترافات المجرم مضافا إليها ثغرات واضحة في موضوع تجنيده من قبل جماعة أبو نضال ونقص في التدقيق على مسلكيته السابقة، وكل هذه العوامل لعبت دورا في إثارة شكوكي حول ملابسات ودوافع اغتيال القادة الثلاثة الأمر الذي أوجب إعادة تقييم الموقف لتوضيح جميع تلك الملابسات وكشف المزيد من الحقائق

التي تؤكد وقوف أجهزة أمنية محترفة وراء القاتل حمزة أبو زيد ساعدته على تنفيذ جريمته. وأهم تلك المؤشرات:

1) )-  استغل حمزة أبو زيد علاقاته مع أحمد سعيد(*) مسؤول مرافقي أبو الهول وأبلغه قصة ملفقة عن عمله في ترويج الدولارات المزورة أثناء وجوده في يوغسلافيا وبعد أن اختلف مع المافيا حاول الهجرة إلى أستراليا لكن المافيا ظلت تطارده فهرب إلى ليبيا حيث عمل في بيع الأحذية. وبالفعل انطلت القصة على احمد سعيد، الذي لم يقم بأية تحريات أمنية لازمة للتأكد من صحة هذه الرواية، وهذا يؤكد أن القاتل كان على دراية مسبقة بتلك الثغرة الأمنية الخطيرة في أنظمة حراسات القادة الفلسطينيين.

   2 )-   الثغرة الأمنية لدى أبو إياد هي وجوده في منزل أبو الهول جعلت آخر شيء يفكر به أنه في مكان غير آمن إضافة إلى أن السلطات التونسية كان قد فرزت سيارة مرافقة وهنا جاءت الثغرة التي جعلت كلا من المرافقين والحراسات التونسية يترك المسؤولية على الآخر وحالة الإهمال التي جعلتهم جميعا يذهبون لمشاهدة التلفزيون. كذلك فإن غياب أبو عيشه مسؤول مرافقي أبو إياد ترك ثغرة كبيرة خاصة وأنه كان دائما متفقدا أبو إياد ودائم الالتصاق به. وهنا أذكر أيضا أبو زكي (رحمه الله) مرافق أبو عمار لم يترك ولو مرة واحدة أن يدخل أي شخص بسلاحه إلى غرفة أبو عمار، حيث كان يحمل الكلاشن ويجلس على باب الغرفة التي يتواجد فيها. وهذا ما يؤكد أن المجرم أبو زيد كان لديه معلومات مسبقة عن ثغرات أمنية استطاع استغلالها للتسلل إلى مكان اجتماع الشهداء الثلاثة وارتكاب جريمته.

 3 )-    وائل سكيك مسؤول مخابرات السفارة الفلسطينية في ليبيا والذي قام بشراء تذكرة السفر للقاتل حمزة أبو زيد وتأمين سفره إلى تونس بناء على تعليمات أبو الهول، تشكل حالة من الضبابية والسؤال هو كيف لم يكن لدى وائل سكيك مسؤول أمن السفارة الفلسطينية في ليبيا أية معلومات عن سبب تواجد القاتل حمزة أبو زيد في ليبيا، رغم ادعاء القاتل في اعترافاته أنه كان يتردد على مكتب (م.ت.ف) في طرابلس للاستفسار عن قدوم أي مسؤول فلسطيني عن طريق السماع لاحاديث الموجودين في المكتب؟ وكيف تنسجم هذه المعلومة في التردد على مكتب المنظمة مع ادعاءات قوله لأحمد سعيد بأنه هرب من المافيا في يوغسلافيا متوجها إلى ليبيا حيث يعمل في بيع الأحذية؟ وهو ما يؤكد أيضا أن أبو زيد استطاع القيام بعمليات خداع لعناصر الأمن الفلسطيني وهو أمر لا يتوفر إلا لشخص لديه قدرات أمنية متميزة يمكنه الحصول عليها من خلال تدريبات أمنية توفرها أجهزة أمنية متقدمة لعناصرها وعملاءها.

 4 )-   شرائه جواز سفر اردني مزور باسم عساف جابر المهدي خلال عمله في قبرص بمبلغ (300 دولار)، بالإضافة إلى جواز سفره اليمني الجنوبي، وشراء جواز سفر جزائري في ليبيا باسم عبد الكريم بن ولهه مقابل مبلغ مائة وخمسة دنانير وتبريره لشراء ذلك الجواز كي يمكنه الهرب به بعد تنفيذ الجريمة كلها مؤشرات تدل على أن القاتل كان ذكيا ومدربا بشكل جيد ويسعى لإخفاء شخصيته الحقيقية وإخفاء تحركاته وسفرياته المختلفة والتي لم يجر التدقيق بشأنها في كافة مراحل التحقيق باستثناء ما قام الاعتراف به أمام لجنة التحقيق.

 5 )-   قام المذكور بعد عودته إلى تونس بشراء سيارة رغم أن المبالغ المالية التي تلقاها خلال ادعائه من تنظيم أبو نضال كانت محدودة جدا وهي في مجموعها (200 دولار) لتأمين سفره إلى يوغسلافيا و(500 دولار) لتأمين سفره إلى اليونان في محاولة للحصول على فيزا للفلبين من هناك، ومبلغ (3000 دولار) لتأمين سفره إلى الفلبين والإقامة هناك لما يزيد عن خمسة شهور وجميع تلك المبالغ أنفقت في المهمات كما يدعي القاتل، أما خلال وجوده في ليبيا فكان يتقاضى مبلغ (150 دينار ليبي) فقط شهريا بما لا يكفي لترتيب أوضاعه الخاصة، والسؤال هو كيف تمكن من شراء سيارة بعد وصوله من ليبيا إلى تونس كي يستخدمها حين الهروب بعد تنفيذ الجريمة؟ وهو ما يؤكد أن المذكور كان لديه مصادر تمويل أخرى غير تلك التي ادعى أنه حصل عليها من تنظيم أبو نضال.

 6 )-   قيامه بعد أن شاهد سيارة أبو إياد داخل منزل أبو الهول بالعودة لسيارته ونقلها من مكانها وترك محركها شغالا لتأمين سرعة الهرب بعد التنفيذ. وهو ما يؤكد أن الخطة الأصلية التي تم وضعها للمذكور تقوم على الهروب من مكان الجريمة وليس تسليم نفسه لأجهزة الأمن التونسية وهذا الأسلوب يتوافق مع أسلوب المخابرات الإسرائيلية التي تسعى دائما لتامين سلامة عناصرها بعد تنفيذ مهامهم.. في حين أن عمليات أبو نضال في هذه الجزئية تقوم على الطلب من عناصرهم تسليم انفسهم بعد تنفيذ المهمة بحجة ان التنظيم سيتولى اطلاق سراحهم بطرقه الخاصة لاحقا. كما حدث عند اغتيال يوسف السباعي واغتيال عصام السرطاوي حيث يتولى تنظيم أبو نضال بعد ذلك الضغط على البلدان التي تم تنفيذ العمليات على أراضيها من أجل إطلاق سراح عملاء أبو نضال.

 

 7 )-   جهاز الموساد الإسرائيلي يقوم بتوجيه عملاءه في بعض الحالات للتخفي من خلال الانتساب إلى أي جهاز أمني أو مخابراتي عربي ليكون غطاء له حين إلقاء القبض عليه كما حدث ذلك مع الجاسوس "أبو السعيد" الذي سردت قصة عمالته في الفصل الثالث من الكتاب والذي تلقى أمرا من الموساد بضرورة التقرب إلى المخابرات اللبنانية. ولذلك فإن القاتل حمزة أبو زيد سعى جاهدا للانتماء إلى تنظيم أبو نضال ومن خلاله حصل على التوجيه للعمل في حراسات الأخ أبو الهول وصولا إلى تنفيذ جريمته.

 8 )-   تكرار القصص الكاذبة في اعترافات القاتل حمزة أبو زيد، يمكن الاستدلال بأنه كان يتلقى التوجيه لتبرير أي موقف يتعرض له على النحو التالي:

أ‌- قصته الملفقة لأسعد عبد الجابر وخالد عدوان عندما أقام بطرفهما في الفلبين بأن سبب وجوده في مانيلا العمل على باخرة يونانية موجودة للتصليح في الميناء وعرف على نفسه باسم خليل ماضي.

ب‌- قصته الملفقة عندما التقى محمد حمدونة معتمد المنظمة في الفلبين وبرر سبب وجوده أنه يريد الهجرة إلى أستراليا.

ت‌- قصته الملفقة لأحمد سعيد أنه عمل خلال وجوده في يوغسلافيا في ترويح الدولارات المزورة ومع المافيا ولذلك هرب إلى ليبيا حيث يبيع الأحذية.

ث‌- قصته الملفقة أمام أبو الهول عندما ادعى أنه يريد العودة إلى ليبيا لزيارة أخته.

ج‌- قصته الملفقة أمام أبو الهول عندما قابله في الفندق لتبرير طلب عودته للحراسات مدعيا أنه نادم على ترك العمل وذهابه إلى بغداد بطرف هواري في حين أنه كان مكلفا بذلك.

ح‌- وأخيرا ادعاء القاتل انه بعد تنفيذ العملية قام بتسليم نفسه، وهذا غير صحيح ويتناقض مع اعترافه في محضر التحقيق حيث قال انه حاول الصعود إلى الأعلى لمحاولة الهروب من شباك برندة المطبخ، وقد أكدت الأخت (أم الهول) أن القاتل عندما احتجزها كان يتناول حبوب تزيد من توتره والأرجح أنها حبوب هلوسة كتلك التي كان يستخدمها أفراد حزب الكتائب اللبناني أثناء الحرب الأهلية في لبنان، وحقيقة ما حدث انه عند وصول القوة التونسية ومخاطبة القاتل بتسليم نفسه رفض ذلك، ثم عاد يطلب التأكد من وجود القوة التونسية بأن يرسل له أحد أفراد القوة الهوية ويربطها بحجر ويلقيها نحوه، فلما فتح الباب ونزل ليأخذ الهوية تم رشه بمواد مخدرة، وسقط على الأرض ونزلت الأخت أم الهول وأبلغت القوة بذلك فصعدوا لإلقاء القبض عليه.

خ‌- اعتراف القاتل أنه منذ العودة إلى ليبيا قام بسرقة مسدس من زملائه في الحراسات لدى أبو الهول ومسح أرقامه ثم أخفاه في ماسورة التدفئة لحين استخدامه لحماية نفسه حين الهرب بعد تنفيذ الجريمة والسؤال هو كيف لم يتنبه أحد لسرقة المسدس أم أن هذا الاعتراف هو مجرد قصة ملفقة مثل العديد من قصصه الكاذبة، إضافة إلى أنه لو كان هناك مسدس فلماذا لم يتم العثور عليه وتقديمه كدليل.

حقائق مذهلة وخطيرة تكشفها تحرياتنا:

كل المعطيات والمؤشرات السابقة تقودنا إلى نتيجة واحدة وهي أن القاتل حمزة أبو زيد مدرب تدريبا أمنيا جيدا وأنه قد جرى التخطيط لجريمة الاغتيال بدقة استخبارية كبيرة توفرها أجهزة مخابرات تابعة لدول متقدمة. ومن خلال التحقيقات التي أجريناها توصلنا إلى المعلومات التالية بخصوص جريمة اغتيال القادة الثلاثة:

1 - ادعى أبو زيد أن الذي استقبله في المطار عند وصوله إلى ليبيا هو "عيسى جرادات" (أحد مسؤولي جماعة أبو نضال) ومن خلال تحرياتنا تبين أن جرادات لم يكن في تلك الفترة موجودا في ليبيا، ولم يذهب إلى هناك بتاتا، وإنما كان في لبنان يحمل لقب سليمان احمد وكان مسؤولا عن المعلومات إلى أن توفي في لبنان عام 2000 وهو من بلدة سعير/الخليل واسمه الحقيقي موسى عيسى جرادات.

2 - أفادنا منصور حمدان (أحد قيادات تنظيم أبو نضال): أن القاتل حمزة أبو زيد لم يكن عضوا في التنظيم وليس لدى التنظيم والجهة المختصة (لجنة العضوية والذاتية) أية أوراق أو ذاتية تتعلق بالمذكور ولا يوجد له اطار تنظيمي. وهذا ينسف روايته من الأساس، ويؤكد أنه كان مدسوسا على التنظيم وأن المعلومات التي أوردها في التحقيق كان ملقنا بها من قبل جهات استخبارية أخرى.

3 - تواجد القاتل في تونس طوال تلك الفترة وحرية الحركة التي تمتع بها من خلال عمله ضمن حراسات أبو الهول وفر له إمكانية متابعة تحركات أبو إياد وبالتالي كانت قد توفرت لديه الفرصة لتنفيذ جريمة اغتيال أبو إياد كما ادعى في أي مكان آخر غير منزل أبو الهول وهذا ما يؤكد أن المهمة التي كان مكلفا بها هي اغتيال أبو إياد وأبو الهول.

4 - يذكر عاطف أبو بكر (أحد قيادات أبو نضال) تفاصيل حول القاتل حمزة أبو زيد وقال أنه كان قد التقط من قبل الموساد خلال تنقله في أوروبا الشرقية ووضع في متناول جماعة أبو نضال في بولندا، ثم أرسلوه ليوغسلافيا لإعداده للجريمة ومنها للفلبين ضمن مجموعة من الجماعة، وهناك لاحظ مسؤول هذه المجموعة أن حمزة أبو زيد له صلات بسفارة إسرائيل وأن عنصر آخر من المجموعة يجري لقاءات مع شخص إسرائيلي، فأعاد حمزة لبلغراد ومنها إلى طرابلس والآخر

للجزائر، وأرسل لجماعته تقارير حولهما، فاعترف الثاني بعمالته، ولكن أبو نضال وفر له الحماية متقبلا هدية الموساد، أما حمزة فقد قطع أبو نضال صلاته بمن شككوا به، ووضعه في شقة في طرابلس، حيث كان يلتقيه لإعداده للجريمة.

5 - أكدت تحرياتنا عن القاتل أبو زيد أنه كان يدرس في مدرسة فلسطين الثانوية للخطوط الأمامية لأبناء الشهداء، صاحبة المدرسة تدعى مفيدة عبد المجيد (أم عزام) "توفيت عام 1989م"، كان نائبها بالمدرسة الأستاذ جميل فوزي جميل، أكد أن حمزة أبو زيد جاء إلى المدرسة ودرس فيها من الصف الثالث الإعدادي حتى التوجيهي. وعندما ارتكب حمزة أبو زيد جريمة اغتيال الشهداء الثلاثة، كانت الصحافة تناولت الأخبار، وحينما ورد اسم حمزة أبو زيد وكانت التفاصيل عن اسمه الكامل وجواز سفره الأردني وبلدته.. تذكر الأستاذ جميل أن المذكور قد درس في نفس المدرسة التي يعمل فيها مديرا وفي أول أيام دوامه طلب من السكرتير إحضار ملف حمزة أبو زيد –عادة كل مدرسة تحتفظ لملف الطالب- وحينما عادت السكرتيرة أجابته أن الملف غير موجود بالمدرسة أي أنه اختفى بفعل السرقة.

6 - هنا أضيف معلومة لعاطف أبو بكر: "كان تجنيده قبل فترة طويلة من سفره إلى بلغراد والفلبين –ماذا يعني سرقة ملفه؟! أن هناك جهات كانت تراقب هذا الشخص حيث تم التشييك عليه ودراسة شخصيته حتى وقع الاختيار (التجنيد)، كل التقارير سواء من عاطف أو نائب أبو نضال أن حمزة نفذ جريمته بعد فترة قصيرة من صلته بالجماعة وهذا يعني أنه لم يكن مرتبطا عضويا بها أو متورطا بجرائمها ولا يستطيع التراجع، كما أنه بانتقاله لتونس قد أتيحت له فرصة الإفلات من المهمة ومن الجماعة، وكشف الأمر لأبو الهول فلماذا لم يفعل؟ لأن الكونترول الذي كان أقوى من أي وازع لديه، ومشغلوه كانوا يعلمون ذلك، فكان أمام خيارين: أن يموت جاسوسا أو قاتلا".

الخلاصة:

القاتل حمزة أبو زيد تم تجنيده من قبل الموساد أثناء وجوده في أوروبا الشرقية، وخلال وجوده في الفلبين تلقى تدريبا مكثفا من قبل جهاز الموساد وتم تكليفه بالانتماء إلى تنظيم أبو نضال، حيث عرض على مسؤوليه المباشرين فكرة اغتيال أبو إياد بحجة الانتقام من عملياته التي وجهها ضد التنظيم في تلك الفترة وعرض أمامهم خطته لتنفيذ تلك المهمة استنادا إلى علاقاته مع حراسات أبو الهول والتي قد تساعده على التواجد في داخل الأراضي التونسية وتحديدا بالقرب من الحلقة القريبة من أبو الهول والتي يمكن اعتبارها الحلقة الأضعف التي يمكن استهداف أبو إياد من خلالها وهي الفكرة التي كانت من ترتيب جهاز الموساد الذي كان يسعى للتخلص من أبو إياد بصفته الأمنية وأبو الهول كونه تسلم جهاز الأرض المحتلة خلفا للشهيد أبو جهاد. وما يؤكد صحة هذا الاستنتاج الشواهد التالية:

أ‌. إن الذي امر القاتل بالسفر إلى الفلبين هو (خليل) ولم يتعرف القاتل على بقية اسمه، وأن خليل المذكور هو الذي دفع مبلغ (3000 دولار) عدا تذكرة الطائرة للسفر إلى الفلبين، وبعد عودته من الفلبين كان خليل هو الذي بعثه إلى ليبيا.

ب‌. إن اختيار القاتل حمزة أبو زيد كان بناء على دراسة دقيقة بسلوكه وأوضاعه الاجتماعية والتأكد أنه كان موثوقا من زملائه بحيث يتقبلون أحاديثه وتبريراته بحسن نوايا، وهو كان قادرا على اختلاق الروايات وتلفيقها.

ت‌. بعد أن نفذ القاتل جريمته وقبل أن يقع في أيدي القوة التونسية قام بحرق جواز سفره الأردني المزور وحسب اعترافه كي لا يكتشف أحد زيارته لبعض الدول والمعلوم في مثل هذه الحالات أن جواز السفر يكون دليلا يقود إلى كشف بعض الحقائق وذلك كما حدث في قصة الجاسوس أبو السعيد التي سبق وأشرت إليها، فقد كان في البداية يمانع في تسليم جواز سفره، ولكن عندما تسلمناه اكتشفنا انه كان كاذبا فبدلا من سفره إلى الكويت لزيارة أقاربه كانت سفرته إلى اليونان حيث تم تجنيده لحساب الموساد.

ث‌. قام القاتل بإحراق فواتير السيارة التي سبق أن اشتراها ليتمكن من الهروب بها وذلك لعدم إبقاء أي دليل حول مصدر الأموال التي اشترى بها السيارة.

ج‌. لقد خدع القاتل المحققين والتحقيق بتزويده لتواريخ متطابقة تؤكد تلقينه المسبق بالروايات التي يحكيها وعلى سبيل المثال: ذكر أن ناصر الراشد اشترى له تذكرة سفر ووضع حجز السفر عليها يوم 14/5/1989م. وذكر في المقابل أيضا أن خليل عندما ابلغه بالسفر إلى ليبيا اشترى له تذكرة حيث غادر ليبيا يوم 14/5/1989م إن وائل سكيك قد سلمه تذكرة السفر من ليبيا إلى تونس وقد غادر ليبيا بموجبها يوم 14/5/1990م فهل تم تكرار يوم 14/5 عبثا. وهو ما يكشف التناقض بين الروايتين.

ح‌. بعد تنفيذ العملية بأيام أبلغني الأخ الشهيد اللواء الحقوقي حسني سليم أنه سمع من بعض ضباط الأمن التونسيين أن القاتل حمزة أبو زيد طلب تسليمه للسفارة الأمريكية.

خ‌. لقد مورست ضغوط أمريكية وإسرائيلية على الحكومة التونسية بعدم السماح لنا بإعدام القاتل بعد محاكمته فوق أراضيها. ونتيجة للضغوط الأمريكية على الحكومة التونسية اضطررنا لنقل القاتل إلى اليمن، وفوجئنا أن الحكومة اليمنية تتخذ نفس الموقف بسبب ضغوط تعرضت لها، الأمر الذي اجبرنا على تنفيذ حكم الإعدام في المياه الإقليمية قبالة محافظة الحديدة التي تقع في الجهة الغربية للجمهورية اليمنية على ساحل البحر الأحمر وتبعد عن العاصمة صنعاء نحو (226 كلم). يذكر أنه بعد إعدام المجرم حمزه أبو زيد اتخذ النائب العام كل إجراءات الحيطة والحذر تحسبا لعملية انتقامية حيث قيل له أن مجموعة دخلت إلى تونس قادمة من ليبيا بهدف اغتياله، وعندما علمت بذلك طمأنت الأخ النائب العام بأن المعلومة غير صحيحة، وقمت باصطحابه معي إلى ليبيا حيث جمعته مع عبد السلام الزطمة وعدد من المسؤولين الليبيين وقدمنا لهم شريط المحاكمة، وقد نفى الليبيون صحة المعلومات التي تتهدد أمن وسلامة النائب العام غازي الجبالي الذي عاد إلى تونس مطمئنا في أنني أبلغت عبد السلام الزطمة أن أبو نضال مطلوب للثورة الفلسطينية حيا أو ميتا.

لقد حاولنا ومن خلال تحرياتنا تقديم الكثير من الشواهد المؤكدة على تورط جهاز الموساد في عملية اغتيال أبو إياد وأبو الهول وأبو محمد ولكننا في المقابل لم نتمكن من الإجابة على أسئلة أخرى لازالت بحاجة إلى إجابة ومنها: لماذا لم يتبنى تنظيم أبو نضال تلك العملية كسائر باقي العمليات التي ينفذها..؟ وهل سننتظر إلى سنوات أخرى حتى تعترف إسرائيل وأجهزتها الأمنية بالضلوع في هذه الجريمة.

- ولد صلاح مصباح خلف (أبو إياد) في "حي الحمام المحروق" بمدينة يافا يوم 31/8/1933م في أسرة متوسطة الحال أصلها من غزة ومتمسكة بالقيم والأخلاق الحميدة ذلك أن جده لوالده كان عالما أزهريا، كان منذ صغره عطوفا حنونا، صادقا في مواجهة الباطل، جادا في معاملة أقرانه، يقدس الكرامة وعزة النفس، يحسن الصمت، والاستماع الجيد إلى رفاقه كما كان محل تقدير واحترام معلميه، في 13/5/1948م اضطرت أسرته إلى مغادرة يافا إلى غزة حيث أكمل صلاح خلف دراسته الثانوية فيها عام 1951م، ثم التحق بكلية دار العلوم التابعة لجامعة القاهرة وفي نفس العام (1951) التقى بياسر عرفات وتوطدت العلاقة بينهما من خلال تأسس الاتحاد العام لطلبة فلسطين وقاد اتجاه التوحيد ياسر عرفات وصلاح خلف وعبد الفتاح الحمود وزهير العلمي وسليم الزعنون، وبرزت أهمية الاتحاد في كونه الجنين لأول تجربة فلسطينية علنية تمتعت بهامش من الاستقلالية وذلك بفضل الروح الوطنية التي سادت قيادتها وأعضائها، وقد لعب هذا الاتحاد دورا سياسيا ونقابيا في ترسيخ بذور الاستقلال الوطني وبعث الهوية الفلسطينية.، تخرج من كلية دار العلوم متخصصا في الفلسفة عام 1957م عاد بعدها إلى غزة حيث عمل مدرسا في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات ثم انتقل إلى مدرسة خالد بن الوليد الثانوية للبنين وتزامن تخرجه عام 1957م بانعقاد لقاء في الكويت ضم ستة أشخاص هم: ياسر عرفات، خليل الوزير، عادل عبد الكريم، وعبد الله الدنان، يوسف عميرة وتوفيق شديد، واعتبر اللقاء هو التأسيسي الأول لحركة فتح، وصاغ المؤسسون ما سمي (هيكل البناء الثوري) و(بيان حركتنا) واتفقوا على اسم الحركة بالأحرف الأولى للتنظيم (فتح)، وفي 1959م حين تعاقد للعمل مع دولة الكويت، ونظرا لنشاطه السياسي حينذاك فقد غادر مدينة غزة مكبلا بالأغلال وتحت الحراسة المصرية حتى سلم الطائرة في مطار القاهرة، وهناك انضم أبو إياد ومعه خالد الحسن وسليم الزعنون إلى من سبقوهم من المؤسسين. وفي 12/6/1967م عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح لمناقشة جدوى الكفاح المسلح بعد هزيمة 1967 وفي هذا المؤتمر تم تكليف كل من القادة محمد يوسف النجار، صلاح خلف، عبد الفتاح الحمود بالعمل على تنظيم حركة فتح بما يتناسب والمرحلة الجديدة على أن يتم تفرغهم لهذه المهمة. وقد أعلن (أبو إياد) قرار تعيين ياسر عرفات ناطقا باسم حركة فتح دون علم القيادة بما فيهم ياسر عرفات نفسه. من مميزات القائد صلاح خلف التي ساعدته على تصدر المسؤوليات الثورية ووصفه برجل المهمات الصعبة أنه كان خطيبا مفوها وكاتبا ناجحا وإنسانا صلبا جريئا ومتعدد المواهب والقدرات ومفاوض قدير، ومحاور مقنع، طويل النفس، صبور معتد بكرامته ووطني صادق متفان في أداء رسالته الوطنية على حساب زوجته وأسرته وأولاده الستة إلى جانب والديه وإخوته، في شهر (10/1968م) صاغ أبو إياد الهدف الإستراتيجي للمقاومة وهو العمل باتجاه تحويل فلسطين إلى دولة ديمقراطية، تسلم قيادة "الرصد الثوري" منذ تأسيسه أواخر عام 1967م وأوائل عام 1968، وبعد الخروج من الأردن عام 1971م تسلم قيادة جهاز شؤون الأردن وفي 1973م تسلم مسؤولية الأمن الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية، عندما انتقلت حركة فتح إلى لبنان استخدم أبو إياد علاقاته وصلاته الخاصة ليدعم معلوماته الأمنية والاستخبارية وأسس لإتصالات هامة مع جهات

إستخبارية عالمية، وفضل العمل السياسي والأمني مع الحركة الوطنية اللبنانية، وتميز أنه قائد أمني فلسطيني ذو صفات عالية جدا. قبل أيام قليلة من إستشهاده التقى مع الرئيس صدام في بغداد (1/1991) للتباحث حول الأوضاع في ضوء الغزو العراقي للكويت الذي كان يعارضه ابو اياد. وفي الساعة الحادية عشرة من مساء 14/1/1991م أقدم حارس أبو الهول المدعو حمزة أبو زيد على جريمة اغتياله هو والأخوين أبو الهول وفخري العمري.

ولد هايل رضا عبد الحميد (أبو الهول) في مدينة صفد بشمال فلسطين عام 1937م، كان والده شارك مع المجاهدين خلال ثورتي 1936، 1939، لكنه توفي عام 1942 وبعدها عاش في كنف عمه حيث درس الابتدائية في صفد، وبعد نكبة عام 1948 انتقل مع إخوته إلى دمشق وأكمل تعليمه الإعدادي وخلال هذه المرحلة أسس تنظيما سريا هدفه تحرير فلسطين (تنظيم عرب فلسطين) مع عدد من زملائه، بعد قيام الوحدة المصرية السورية (1958م) بدأ العمل لتأسيس رابطة الطلبة الفلسطينيين لتصبح فيما بعد فرعا للاتحاد العام لطلبة فلسطين في سورية، ثم تحولت الرابطة إلى (الاتحاد القومي الفلسطيني في سورية)، في نهاية عام 1958 سافر إلى ألمانيا لإكمال دراسته الجامعية وتخصص (اقتصاد وعلوم سياسية) في جامعة فرانكفورت، وهناك بدأ نشاطه السياسي في تنظيمي العمال والطلاب الفلسطينيين حيث أسس اتحاد عمال فلسطين واتحاد طلاب فلسطين في ألمانيا والذي كان يسمى كونفدرالية ألمانيا والنمسا والذي انضم إليه هاني الحسن وعبد الله الإفرنجي وأمين الهندي الذين انضموا جميعا لحركة فتح عام 1963م، حضر هايل عبد الحميد إلى القاهرة عام1963م حيث كلف بمهمة بناء تنظيم حركة فتح في مصر، وشغل إلى جانب هذه المهمة منصب نائب رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة فلسطين لشؤون الإعلام، وفي عام 1967م أصبح معتمدا رسميا لحركة فتح في القاهرة ولعب دورا في إزالة سوء الفهم بين حركة فتح والرئيس جمال عبد الناصر، بعد استشهاد القادة الثلاث في بيروت (10/4/1973م) أسندت إليه مهمة مفوض جهاز الأمن والمعلومات إليه فانتقل إلى بيروت حيث مارس أدوارا بالغة الحساسية للدفاع عن الشرعية الفلسطينية حتى عام 1982م، حين انتقل بعد الغزو الإسرائيلي للبنان إلى دمشق التي طلبت منه مغادرة الأراضي السورية لمواقفه المشرفة ضد الانشقاق والمساعي السورية للسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية، بعد استشهاد الأخ خليل الوزير تسلم أبو الهول مسؤولية القطاع الغربي المسؤول عن شؤون الأرض المحتلة، بتاريخ 14/1/1991م استشهد في إطار الجريمة التي ارتكبها حارسه حمزة أبو زيد والتي طالت الأخ صلاح خلف وفخري العمري.

-  ولد الشهيد فخري علي محمود العمري في حي العجمي في مدينة يافا عام 1936، وبعد 1948 انتقلت العائلة إلى مخيم البريج للاجئين بقطاع غزة. في تلك الفترة تعرف على صلاح خلف ونشأت بينهما علاقة صداقة، وأسهم صلاح خلف في تنمية المشاعر الوطنية لدى صديقه واعداد من شباب غزة الذين تأثروا في الفكر الوطني الذي كان ينشره تمهيدا لتأسيس حركة فتح، كما بلورت العلاقة مع صلاح خلف الفكر الثوري لدى فخري العمري الذي كان مولعا بالرياضة الامر الذي ساعده على تنظيم العديد من الشباب الوطني الباحث عن الحرية. انتقل عام 1959 إلى السعودية للعمل هناك، لكنه ظل على تواصل مع صديقه صلاح خلف الذي انتقل هو الآخر للعمل بالكويت، وحينما تبلورت فكرة حركة فتح تم تكليف فخري للبدء في تأطير وتنظيم الشباب الفلسطيني في السعودية لصالح فتح، وفي عام 1967 تم تفريغه كليا للعمل في الحركة، وأوفد للمشاركة في اول دورة أمنية اوفدتها حركة فتح في منتصف عام 1968 وضمت عشرة من الرعيل الاول المؤسس للمؤسسة العسكرية والأمنية الفلسطينية، وكانت تلك الدورة في معهد البحوث الاستراتيجية التابعة للمخابرات المصرية والمتخصص في تخريج قادة العمل الأمني والعسكري. وبعد الانتهاء من الدورة والعودة إلى الأردن، وبعد أن تم تأسيس جهاز الرصد التابع لحركة فتح بقيادة صلاح خلف عمل ضمن الجهاز. كان مسؤولا أمنيا رفيع المستوى في جهاز الامن الموحد الذي يترأسه صلاح خلف، خطط وأعدّ لكثير من عمليات ملاحقة شبكات الموساد في أوروبا، وشارك في التخطيط لعملية ميونيخ 1972.

(*) هذا ما ورد في اعترافات المجرم حمزة ابو زيد امام جهات التحقيق القضائية الفلسطينية في ذلك الوقت.

(*) في تمام الساعة الثامنة من مساء يوم 14/1/1991 اتصل أبو إياد بأبو محمد العمري طالبا منه موافاته إلي منزل أبو الهول في اجتماع عاجل لمناقشة تداعيات حرب الخليج الأولى على القضية الفلسطينية فقال له أبو محمد أن سيارته بها عطل منذ الصباح ولا يستطيع القدوم فما كان من أبو إياد إلا أن أرسل له السائق لأخذ السيارة للتصليح وأخبره أن الأخ/ أبو إياد سوف يمر عليه بعد قليل لاصطحابه معه وبعد نصف ساعة تقريبا حضر أبو إياد إلي منزل أبو محمد واصطحبه في سيارته إلي منزل أبو الهول حيث وصلا إلى هناك..

فاستقبلهما الأخ أبو الهول واجتمع القادة الثلاثة في صالون منزله بينما بقيت الحراسات والمرافقين في باحة المنزل الخارجية لتأمين الحراسة كما جرت العادة.

(*) احمد سعيد الوارد اسمه في محاضر التحقيق هو "عبد الكريم حماد" مسؤول مرافقي أبو الهول وقد تشابه اسمه الحركي مع احمد سعيد المسؤول عن امن السفارات في الدائرة السياسية ل(م.ت.ف) ولذلك اقتضى التنويه.



Read more

ALdbour

أبيرغمان يروي رحلة عماد مغنية من فتح إلى “القوة الصاعدة”
 

Follow Us On

Aldbour
© ; اللهم ولي علينا من يصلح ويصلح .© ; ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا Aldbour

Aldbour

...
على الدوام..© الحصاد من جنس البذار ;©من يزرع نذالة ..© يحصد خيانة

... في القدس من في القدس إلا إنت

...الأمل ابقى والحق سينتصر

Copyleft © 2012 ALdbour
...وجعنا...